الثلاثاء، 22 أبريل 2014

صوت مونيكا



        المطبخ الهادئ لا تصنع صاحبته طبيخاً جيّداً.هو يحتاج إلى ضجيج. الهدوء لا يعوّل عليه لا في المطبخ ولا في الدنيا. الهدوء والصمت للمقابر وأصحابها. بالنسبة لي، لا أجد نفسي صامتاً في حالات الطبخ. الهدوء لا يعنيني هنا أبداً. الهدوء ليس من شغلي أو من صفاتي. لا بد من قيام حرب أهلية وارتفاع أصوات انفجارات وصواريخ بالقرب منيّ وأنا غارق في طبخي ومطبخي. مطبخي الذي هو حياتي وبطاقتي الشخصية وجواز سفري ولا أقدر على العيش من دونه. مايسترو أنا في تلك المساحة المُسمّاة مطبخاً وسيّدُها. كابتن كبير في الطبخ أنا وأهوى الروائح الضاجّة التي تتعالى من داخله وأقول "الله أكبر" مع كل طبخة جديدة أقوم باختراعها من ذائقتي الشخصية. كما أن المطبخ شخصي ولا يصحّ أن يكون جماعياً، ولهذا أكره حفلات الزواج الجماعية التي يقوم حزب الإخوان المسلمين بتنظيمها موسمياً. الزواج فردي ولا يمكن أن يكون جماعياً. لا أتصوّر أن يجتمع كل العرسان ليمارسوا الحب في غرفة واحدة ولو كانت كبيرة. ولهذا يبدو حزب الإخوان المسلمين حزباً بلا أخلاق ويسمح باختلاط الأصوات. هذه الأصوات التي ينبغي أن تكون مستقلّة ومنفردة. كل صوتين من ذكر وأنثى في غرفة لوحدهما.لا بأس هنا لو خرج صوتهما إلى الأنحاء ففي هذا خير. الأصوات العالية إشارة إيجابية وتحترم العالم ومذيع الجزيرة أحمد منصور. الصوت الخفيض مصدر أزمات العالم.قضايا الفساد الكبيرة تنجح لأنها تتم بصوت خفيض، لو كانت بصوت مرتفع لسمع بها العالم وأصلح من نفسه.في الصوت المرتفع خير. النادي الأهلي المصري يفوز دائماً على الزمالك لأن فتياته يمتلكن ويفعلن أصواتاً مرتفعة على العكس من فتيات نادي الزمالك الآتي لا يعرفن غير الكلام المنخفض كأنهن جهاز راديو خربان.

       الفتيات ذات الأصوات الخفيضة لايعوّل عليهن وهنّ سبب ارتفاع نسبة الطلاق في اليمن. يفعلن كل شيء بصوت منخفض كي لا يسمع الجيران أصواتهن.هن بحاجة لأحد من الناصحيّن يخبرهن قائلاً : إرفعي صوتكِ كي أرى وتُرَيَن وعليه تستقيم الحياة الزوجية. الصوت المرتفع يعمل على تقوية العلاقات الزوجية ويصبح أدآة وطنية لحفظ السلام الاجتماعي وعدم تمزيق الوحدة بين شطري اليمن.أعرف شاباً من الجنوب لم يستمر زواجه من فتاة شمالية سوى ثلاثة أشهر. لقد كان صوتها منخفضاً ما أدّى لتضييع الإشارة.
وفي الحكم أيضاً، لقد استمر علي عبد الله صالح في الحكم لمدة 34 عاماً وهذا لأنه امتلك صوتاً مرتفعاً، لقد كان صوتاً قبيحاً لكنه كان مرتفعاً بما ساعد على تقوية علاقته بالشعب.
     
      أمّا في الفن فمارسيل خليفة مثال على انحطاط الصوت المنخفض. هو يغني بصوت خفيض. لا يرفع صوته. يبقيه منخفضاً كأنما يخشى من فضيحة فلا يرى الأخرون علاقته بمافيات القتل المحليّة التي كانت تتكفل بنفقات حفلاته الغنائية وتنقلاته السياحية الترفيهية في اليمن السعيد. ولهذا يبدو صوت مارسيل خفيضاً وهو الأمر الذي قد يستدعي لإعلان منظمة اليونسكو لبيان ثقافي وأخلاقي يقول ان صوت مارسيل خليفة سبب رئيسي لأمراض القلب والسرطان والرئة وتصّلب الشرايين.

     وحدها مونيكا بيوليتشي تفعل كل شيء بصوت مرتفع يعطي العالم زاده وبنزينه اليومي وسرّ حركته البهيجة كأنها مصنع فياغرا. وحده صوتها المرتفع قادر على كسب بطولة دوري أبطال أوربا بدون عناء. وحدها وصوتها المرتفع يقدران على امتلاك كل شيء بسهولة وضمّه لقائمة انجازاتهما. وحده صوتها المرتفع أكثر أهمية من جامعة الدول العربية ومن عمرو موسى وحمدّين صبّاحي وسلطان العتواني والحزب الناصري. وحده صوت مونيكا أهمّ من مؤخرة هيفاء وهبي ومن بيانات وليد جنبلاط وسمير جعجع ومن قصائد زاهي وهبي  وأحمد عبد المعطي حجازي.

وحده صوت مونيكا بيوليتشي يستحق أن يكون رئيساً للعالم.