الاثنين، 30 نوفمبر 2015

سِحر

مِن أين كانت دوريس ليسنغ تأتي بالجنون الذي تكتبه! السيّدة التي ناضلت كثيراً وسافرت وأقامت في أكثر من مكان وقلب ومرقد! حتى يوم بلوغها خبر فوزها بجائزة نوبل للأدب كان مجنوناً حيث كانت تتسوق في محل شعبي وكان ردّها: جيّد أن يفوز الواحد بجائزة نوبل وأكملت طريقها في السوق. 
وفي هذا الفيلم المُنتج قبل عام والمأخوذ عن واحدة من قصصها "أمهات رائعات" نرى لعلاقة فوق المستوى الممكن تصديقه ونجده في علاقة بين صديقتين وابنيهما. يعني كل واحدة تقيم علاقة مع إبن الأخرى. سيظهر الوضع صادماً في بداية الرحلة اليوميّة لكنّ سرعان ما يتحوّل الأمر إلى صورة مُختلفة ومدهشة لذلك الأثر الذي يفعله الحُب في قلب الواحد. لعلّ ذلك يتلخص في عبارة جاءت على لسان واحدة منهن وهي تقول للأخرى: إني أعيش فترة من أجمل لحظات حياتي. تأتي هذه العبارة بمثابة ميثاق شرف بين الاثنتين لتمضي العلاقة مُنتصرة لنفسها وللحب. ونحن خلال ذلك نشاهد كلاماً أكثر من الفعل نفسه. بمعنى وضوح عدم تركيز الفيلم في إغراق نفسه بمشاهد عارية مُبالغ فيها بقدر تركيزه على أن يأتي ذلك العُري في الكلام الدائر بينهن، حيث الكلام يفعل شهوته على نحو أكثر فعالية من الصورة.
أمَا النهاية، فالنهايات جارحة وتافهة دائماً. ولا يريد المرء غير البدايات وياليت الحُب يتوقف عندها ولا يتقدّم خطوة واحدة إلى الأمام.