الجمعة، 9 ديسمبر 2016

انتصاب أسود ..


أعادتني هذه الرواية الجديدة لأفعال كاتب يمني جنوبي مقيم في فرنسا كتب روايتين عن إمرأة يمنية شمالية تركته بعد أن وصل بهما الأمر إلى نقطة اللاعودة بسبب فارق السن وقد وصل هو إلى حافة الستين. هكذا تم اختراع فكرة أدب الروايات الانتقامية. هي تركتني وأنا سأكتب عنها رواية وسأفضحها أمام العالم. وأبعد من هذا، فكرة انتصار أهل الجنوب على أهل الشمال عن طريق الفرِاش. يقول بأن فتيات الشمال يقعن في هوى رجال الجنوب لأنهم يمتازون بالأناقة والذوق وحُسن تعاملهم مع النساء على عكس رجال اليمن الشمالي الأجلاف والقُساة وغير المتعلّمين. بمعنى : أنتم انتصرتم علينا في لعبة السياسة وغزوتم أرض الجنوب في 1994 ونحن انتصرنا عليكم في السرير.
وأيمن الدبوسي طوال الرواية يذهب في مدح قضيبه الاستثنائي. وينتصر عن طريق ذلك القضيب المُذهل على كل أعداء الربيع التونسي. رحلة طويلة وسرد مُسهب لتلك الانتصارات التي يحرزها البطل الصامد في كل معاركه، القضيب الذي رفع رأس الثورة في وجه كل من حاول النيل منها. وهي على كل حال بطولات تافهة تم سردها في رواية تافهة قامت بتحويل الأدب إلى مجموعة من التفاهات مجتمعة بين غلافي كتاب. 

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

أهل الهوى ..


هذه سيجارة أم حشيش! هي الأولى. من طريقة القبض عليها نعلم. من شكل الأصابع التي تُمسك نعلم. لا تحتاج المسألة لتوضيح كما أن للحشيش موضعه. خاص ولايمكن أن يكون في فضاء عام. تُفقد لذته إن لم يكن سريّاً ويطير دخانه في أمكنة مظلمة لا تعرف طريقها عيون متلصصة أو مُخبرة. ثم مالحاجة لحشيش ولضبط مزاج على إيقاعه وهناك مايعمل على التعويض. استبدال الحشيش بصوت. أن تقف أمام صوت ليصعد المزاج إلى النافوخ من دون جهد أو تعب أو وقت ضائع في "الّلف". ما أن تقول الست : " مِن كُتر شوقي سبقت سِني " حتى يطلع المزاج إلى أعلى ما يمكن. منطقة لايمكن الوصول إليها بحشيش أو بغيره. لا يبلغها الواحد بغير الصوت ، صوت أم كلثوم وهيّ تُطرب " أهل الهوى ياليل فاتوا مضاجعهم واتجمّعوا" وأنا معهم وهذه السيّدة التي في الصورة وتُدخن تستمتع الآن لصوت الستّ وتبدو في حالة طيران سابحة في الأعالي ولم تعد تعرف طريق عودتها إلى البيت.

الأحد، 4 ديسمبر 2016

تعا بوس .. ريما خشيش


مليون تحية لهذا الصوت الذي يُعيد الاعتبار لفكرة الصوت البشري من جذوره. وهو يضع فارقاً بين صباح وآخر لأنه موجود الآن معي . مجرد تحيّة لهذا الصوت الذي بمجرد أن يطلع في مواجهتي حتى تتوقف آلة التفكير في الآتي وأبقى أُفكّر في اللحظة التي بين يديّ وأقبض عليها بروحي. وبين هذا وذاك أُفكّر أيضاً عن السبب الذي لايدفع ريما خشيش أن تبقى مثل غيرها، أن لا تتعب وتقول أي كلام! كلنا سنموت فلماذا كل هذا التعب والبحث والاجتهاد! كل هذا القلق والسهر والتنقل من بلد لغيره من أجل حصولها على نص وكلمة جيدة هنا وهناك! هي فكرة السهولة التي صارت تُحيط بحياة الناس ولا مشكلة من السير خلفها! هذا يجعل الأيّام سهلة وتمشي من غير ضجيج وتعب وبحث وخطوات نفعلها لأعلى الجبل! في لحظة أقول: إنها حمارة وهي تضيّع شبابها وسوف يضيع كل هذا الجهد ولن يلتفت إليه أحد. لكن أعود وأقول لمن ينام بجواري منذ عشر سنين : قوم ، واسمع، هناك حفلة في بيتنا. حفلة روح وحياة بقيادة صوت واحد وحيد لكنه كون. و .." تعا بوس " بحسب ما تقول ريما خشيش في أُغنية لها.