الأربعاء، 17 فبراير 2010

وأعرف أنكِ ستأتين إليّ على باراشوت إنقاذ






(1)




تعتقدين أن الوقت غير مناسب للاحتفال بعيد الحب . عيد العشاق . أو السان فلانتاين.أو القديس . أو العيد الأحمر ، والورود الحمراء ، والبنات الحلوات الآتي يسرن في الشوراع ويرتدين اللون الأحمر، ويظهر هذا على ثيابهن . أو أي شيء كان . مايهمني أنه عيد الحب وقد أتى في وقته . في وقته تماما. وأنا العاشق اليتيم .


(2)


(أيها الحب المرير ، بنفسجتي المتوجة بأكليل الشوك
عليقة بين أهواء لا تحصى أخرجت أشواكها )


(3)


أنتِ في البعيد ، وأنا هنا أجلس إلى جوار الوردة الحمراء التي اشتريتها لكِ.أنا بحاجتك الأن ، وأنتِ لاتعلمين .


(4)


يا لقسوتك!
تروحين في السفر ، تاركة جمال جبران في حيرته التامة .


(5)


(غطي بعطرك سطوع الشعر المشرع
هذه الأبواب ، أغلقيها بشعرك)


(6)


تتركيني في البرد والوحدة ، والمطر . وتعرفين تماما كم أكره المطر .وصنعاء تمطر هذه الأيام .على غير عادتها . هذه المدينة الحاملة لكل شيء .هذه المدينة السور . المساكن المتهالكة . الصائرة للزوال .حيث المجاري تنهش أوصالها ، كما وتنهش خصوصية الناس المقيمين فيها .


(7)


(بغضاء أولئك الذين لم يحبوا حبنا
الذين لم يحبّوا أي حب ، التعساء
الأشبه بكراسي صالون مهجور )


(8)


تتركيني لزهايمر قلبي : هل وصلت الطائرة أم لم تصل !
تتركيني للقلق . هل وصلت حبيبة قلبي أم لم تصل !
ترعبني قصص الحكايات المتوالية عن سقوط الطائرات!
وتعرفين تماما ، كم اكره لحظات صعود الطائرات ، كما ولحظات هبوطها .
لكم سافرنا معا. وتعرفين هذا تماما .






(9)


أبعث إليك رسالة إس إم إس ..


نسيت أني لم أعطيك شريحتي الخاصة التي عدت بها من السفر الأخير .وعليه ، أعرف أن لابد لك من شراء شريحة اتصال خاصة بك .
لكنها شريحة رخيصة ، ويمكن الحصول عليها من أقرب كشك.خمسة يوروهات فقط . ثمن لكل هذا الوجع .
وعليه وددت لو كانت شريحتي شريحتك .
لو كان قلبك قلبي . وددت لو أتزود من قسوته كي يكون وقاية لي من هشاشتي .


(10)


لكنه عيد الحب.ياغالية . وأعرف أنكِ ستأتين إليّ على باراشوت إنقاذ.






(11)


(اعلمي بأني لا أحبك وأني أحبك
لأن كائن الحياة مزدوج كمرآة
لان الكلام هو جناح الصمت
ولأن في النار شطر من البرد )


(12)


كل ما في الأمر أني مشتاق جدا ، وبي لوعة . لعلها تخرجني من كل هذه الحروب المتوالية.


(13)


تعرفين تماما أني لا أخشى في الحب لومة لائم .العسس الذين يراقبون قصتنا .هواة التلصص . المرضى .المرضى من جد وفعلا . أنا لا أسامح في هذه المسائل . خصوصا والبلاد تخرج من حربها .هو شيئ يفوق التصور والعقل والمنطق . لكنها انتهت . وياريت تنتهي من جد . إذ وسئمنا كل هذا القرف والدم والجثث التي بلا أسماء و لاهويات.


(14)


(لاتبتعدي عني ولو يوما واحدا
مهما كان اليوم طويلا ، لايمكنني قوله
أو أنني سأنتظرك كما يفعلون في المحطات
حين تكون القطارات قد أغفت في مكان ما )






(15)


وأنهض من نومي كي أقول لكِ :صباح عيد الحب . لكن وسادتكِ التي تنام إلى جواري خالية. أنتِ في السفر . لكني نسيت.
أكتشف ، فجأة ، وحدتي الكبيرة ووجودي في هذا البيت الكبير الذي أعيش فيه لوحدي .بدونك.


(16)

( وهكذا أنتظرك كمنزل وحيد
وعليك العودة لكي تريني وتسكنين فيَّ
فإذا لم تفعلي ذلك ، وجعتني نوافذي )

*مابين الأقواس منقول عن ديوان (100 قصيدة حب .. للفؤوس وحب ماتيلدا والقرنفل ) للشاعر الكبير بابلو نيرودا .