السبت، 15 أكتوبر 2016

كانت تلميذة مجتهدة ..


كانت تلميذة مجتهدة. هذا واضح من صورتها الأخيرة. صورتها الأخيرة في الحياة قبل أن تموت مُختنقة. قبل أن يغمرها كُل تراب الأرض. وكانت هذه التلميذة اليمنية مجتهدة وتحب مدرستها. هذا واضح أيضاً ولا يحتاج لتوضيح وإثبات. لقد نامت بثيابها المدرسيّة كاملة خشية أن تضيّع دقائق صباحها البارد في البحث عن زيّها المدرسي. كانت حريصة على كسب تلك الدقائق الثمينة التي كانت ستضيع بحثاً في دولاب ملابسها. كما يظهر حجاب رأسها مضبوطاً على نحو جيّد وكذلك الغطاء الذي نامت تحته ويبدو حرصها على وضعه بعيداً عن لمس حجابها كي لاتتأثر عملية ضبطها له فتحتاج دقائق أخرى صباحاً لتعيد تضبيطه. كانت تلميذة شاطرة وحريصة على كل دقيقة.
 على هذه الطريقة كان منهجها في الحياة. في حياتها القصيرة التي قصفتها طائرة سعودية اعتبرت جسدها الضئيل هدفاً حوثياً فقصفته. وكلنا صرنا أهدافاً حوثية يجوز قصفها وتسويتها بالأرض. غمرها بالتراب وقطعها عن أسباب الحياة.
هكذا ستتأخر تلك التلميذة عن طابورها المدرسي وستضيع حصتها الأولى و .. الأخيرة. لن تحضر دروساً بعد اليوم. ستنادي أستاذتها بأسماء الصف الدراسي وحين تنده باسمها لن يكون صوتها حاضراً ليردّ، ليقول : أنا حاضرة يا أستاذة.
وسيبقى مقعدها فارغاً ولن يشغله أحد. 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات