الاثنين، 8 ديسمبر 2014

حياة بحاجة إلى حياة


ذهبتُ إلى الجريدة ولم أجد أحداً من الرفاق. اكتشفت بأنهم قد أصدروا العدد وصار في السوق. تأخرت كالعادة.وصلت الجريدة وقد انتهوا منها. وهكذا أتأخر دائماً في كل شيء. أصل متأخراً وقد انتهى الناس ولم يعد هناك ما أفعله.أصل وقد انتهى الناس من أعمالهم.أصل وقد انتهو من حياتهم وتركوا ليّ بقايا منها. أذهب إلى السينما وقد أكمل الفيلم دورته ونزلت كلمة "النهاية". تأخرت في دراستي وما زلت متأخراً فيها في حين أنهى أقاربي ورفاقي برنامجهم الدراسي وصار لديهم أعمال وعائلات. ساعتي متأخرة على طول وعقاربها لا تشير إلى الوقت الصائب وعليه أكون في الوقت المتأخر كل يوم وأتعذب. ذهب عُمري على هذا الحال وقد دفعت فيه أثماناً باهضة. ذهب عُمري في فعل محاولات متكررة ودائمة لإصلاح ذلك الخطأ في التوقيت وفي إعادة ترتيب شكل حياتي المقلوبة. وينعكس هذا،بطبيعة الحال على مستوى علاقتي مع الناس الذين أعيش بينهم وعاداتهم والمناسبات التي يقيمونها. أذهب للمشاركة في دفن أحدهم فيكون وصولي المقبرة بلا معنى حيث دفن الناس فقيدهم وانتهوا من مراسيم العزاء. أذهب ملبيّاً دعوة عُرس فأصل وقد أكملوا مراسيهم من زمان وقد دخل الشابّ بعروسته وصار لديهم أطفال.