الاثنين، 29 ديسمبر 2014

سيرة العذاب اليوميّ



ويقول البعض: الاعتداء وتعنيف العاملات الأثيوبيات هو أمر يحدث في لبنان ولا يحدث في اليمن. ونقول: يحدث العنف تجاههن في كل مكان، لكنّ الفارق هو أمر الكتابة عن ذلك العنف وإظهاره للضوء. في لبنان هناك صديقنا النبيل والكاتب الكبير حازم صاغيّة أخرج كتاباً مؤلماً وحزيناً عن العنف الذي كان تجاه كوماري، العاملة السريلانكيّة في كتاب "أنا كوماري من سريلانكا".ويمكن أخذه كمثال ونموذج على العاملات من باقي الجنسيات. في اليمن لا يوجد مثل الكاتب الذي بإمكانه البحث في هذا الشأن. أو كأن المسألة تطابق مع حالة مجتمع ينفي وجود مثل هذه الأشكال من التعنيف أصلاً تجاه العاملات الأجنبيات في اليمن السعيد بكوارثه لكنّ لا يجد شجاعة في البوح بها وجعلها معروضة للضوء. مجتمع لا يريد أن يُشفى من أمراضه التي تنخر في داخله. مجتمعات العنصريات الطبقية. عنصرية فوق أخرى حيث يمارس أصحاب الدماء الزرقاء عنصرية على من يعتقدون بجلوسهم على رأس الناس ويرون واجب طاعتهم أمراً إلهياً قد نزل من فوق. ومن بعدهم عنصرية ثانية وثالثة وهكذا تسير العنصريات بتراض كأنما قد تمّ التوافق على المسألة وصارت أمراً اعتيادياً.
والحالة هذه؛ يظهر أمر الحديث عن العنصريات المحليّة المُنتجة على المقيمين في البلد من العاملات الأجنبيات مسألة تافهة لا محلّ لها من الكلام والنقاش. 
مجتمع كهذا هو مجتمع لا يمكن أن يُشفى أبداً. مجتمع فقير ومُتكبّر. مُذلون ومُهانون لديهم شغّالات يقومون بتعذيبهنّ ويريدون التماس رائحة الجنّة ، وأنّى لهم ذلك !