الخميس، 18 ديسمبر 2014

خبز المسيح


نهضتُ بعد منتصف الليل بقليل ولم أجد خبزاً . قالوا :تأخرت كعادتك. جيرانك أخذوا كل الخبز. قُلت لأصحاب المخبز أن يعطونيّ خمسة ليترات من البنزين. هذا البنزين الذي يحرقونه كي يصنعون الخبز. أخذته وعُدت إلى بيت الجيران. خمسة رجال يسكنون هناك ولا امرأة معهم في البيت. كان لديهم فتاة جميلة اسمها نوال لكنّها هاجرت إلى السعوديّة وتزوجت عُرفياً هناك من تاجر مواشي. لهذا لم يعد لديهم امرأة في بيتهم كي تصنع لهم الخبز وعليه يأخذون كل الخبز الموجود في السوق ولا يتركون منه شيئاً لبقية الناس الذين ينهضون من نومهم متأخرين. مثل حالتي أنا. كيف سأنام من دون خبز! كيف سأحلم بدون خبز! كيف سأكون شخصاً صالحاً من دون خبز! أنا أحترم أسرار الطبيعة ويحزنني ذلك السوء الذي يحصل لها. أغرق في الحزن فأبدوا شبيهاً بذلك الوجه الذي كانت تحمله عازفة الغيتار السمراء الذي كانت توجد دائماً خلف مايكل جاكسون. لا أنساهاً أبداً.

 انتظرت ساعة حتى نام أولئك الخمسة الذين همّ جيراني. وأحرقتهم بذلك البنزين الذي اشتريته من المخبز. احترقوا تماماً. أحرقت خمسة رجال وبداخلهم ذلك الخبز الذي أكلوه. انتظرت حتى هدأت الريح ونام الحريق. اقتربت وأكلتهم بهدوء. خمسة رجال وبداخلهم ذلك الخبز الذي أكلوه.