الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

زمزم.. بين يديّ وحضني


وأخيرًا. ماما زمزم بين يديّ وحضني. في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المُبهجة.

كُنت فقدت الأمل بتحقق هذا الأمر أو كنت قد قتلت هذا الأمل في داخلي. من الجيّد أن يموت الأمل المستحيل في داخل الواحد لأجل أن تستمر حياته وتدور عجلة أيامه ليعيش رغم كل شيء.

·  كُنت أقول، بيني وبيني، لن أشوفها مرة أُخرى وانتهى الأمر. البُعد يُعلّم القسوة. ربما.

ست أو سبع سنوات مرت على أخر لقاء بيننا. واعتدت الأمر. تماهيت مع نفسي. هي السنة الأولى تكون صعبة وقاسية وبعدها تسير السنوات لوحدها. أو هكذا اعتقدت.

لكن التقينا من جديد. أسبوع كامل لم أخرج من البيت. أقعد مع زمزم وتحكي لي ما فاتني من عذابات حياتها طوال السنوات الماضية. وأحكي لها ما فعلته بي الأيام من بعدها. تحكي وأحكي. نتقاسم وقت الحكي بالتساوي.

·  أقول لها: "لقد تركتكِ وغادرت إلى بلاد ثانية وأنقذت نفسي!

        وتقول: لقد أنقذتني حين نجحت أنت في إنقاذ نفسك".

تحكي وأسمع وما زلت حتى اللحظة غير مصدق أن زمزم، أخيرًا، بين يديّ وحضني.