الاثنين، 4 يناير 2016

فتاة دانماركية ..

" لماذا تعطيني كُل هذا الحُبّ!". يسألها الفنّان "إينار" بطل الفيلم بعد أن قرّر التحوّل إلى أُنثى أسمها "ليلي" في حين كانت هيّ الفنّانة التشكيلية قد قررت عدم اللجوء لرجل ثان كي تروي عطشها الكثير. تبقى معه حتى النهاية وتقضي حياتها إلى الأبد ترسم صورته على لوحاتها. يعيدنا الممثل إيدي ريدمن مرة أخر وبعد عام واحد من فيلمه "نظرية كل شيء" الذي نال بسببه جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دور لشخصية العالم المُعاق أو ذو الاحتياجات الخاصة ستيفن هوكينغ، يعيدنا إيدي ريدمن لقصة وضع الزوجة في خيار الحاجة لرجل ثان بعد عجز زوجها عن أداء ما ترغبه. هناك كانت فيليستي جونز في دورها العبقري خصوصاً في لحظة قرارها الذهاب إلى الحاجة الثانية. وهنا في فيلم "فتاة دانماركية" تبدو إليسيا فيكاندير وهيّ تقاوم حتى النهاية وترفض اللجوء لأحد غيره على الرغم من تحوّله إلى أنثى. تستحق ترشيحها لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة. وستنالها. يقول لها الطبيب قبل إجراء العملية: لكِ أن تودّعيه الآن حيث لن يكون زوجك بعد اليوم. فتراه بنظرة عميقة وكأنها الأبد. هكذا يبدو الحب في "فتاة دانماركية" لتُقدّم السينما مرة أخرى صورة هذا الحُب في هيئة غير مسبوقة ستبقى طويلاً. إلى هذا كُله هناك عبقرية المُخرج البريطاني توم هوبر الذي كان قد نال أوسكار أفضل مخرج عن "خطاب الملك" وهو هنا يسحب الدور من الفاتنة نيكول كيدمان التي كان دور "فتاة دانماركية" لها بعد أن قرّر هوبر في اللحظة الأخيرة اسناد الدور إلى رجل مُعتمداً على موهبته في إقناع المُشاهد بحقيقة التحوّل الجنسي الذي هو قلب العمل وفكرته. وفي مشهد من عبقريات الفيلم يقول البطل بعد سيطرة اليأس عليه: وددت لو أنتحر لكني أخاف أن أقتل الأنثى التي تقيم في داخلي.