الأربعاء، 19 يوليو 2017

الحب المستحيل والتافه

ليه الواحد لمّا توصل حكايته إلى نهايتها مايتركش الطرف التاني في حاله! ليه الذكر 

بيعتبر الأنثى ملكية أبدية لمجرد إنها سمحت له ينام معها! اليوم ظهراً في حانة حنونة 

بشارع الحمرا كنت اقرأ شيئاً من الرواية الجديدة للصديق عبده وازن فإذ بحوار 

يصلني لشدّة ارتفاع صوته. لم يكن حواراً بين كلاماً من طرف واحد باتجاه الطرف 

الثاني الميّت في صمته. الأنثى وتبدو منصتة للتهديدات التي تصلها من رفيقها 

السابق. لقد قرّرت انهاء العلاقة بينهما والبحث عن نصيبها في مكان آخر لكن الذكر

يرفض ويرغب في البقاء معها. لكن الرعب الحقيقي أتى حين هدّدها بنشر تسجيلات
 
الفيديو التي كانت تسّجل ما كان يحصل بينهما في حال لو بقت على إصرارها في

فك الارتباط بينهما. حاولت التدخل لكن فضلت البقاء في صمتي. الشاب ضخم 

ويمكن أن يمسح بي البلاط وانا ضعيف البنية ويتيم. تكمن الحقارة في هذه القصة في 

الطرف الذكوري بكل تأكيد. كيف يرغب ذلك البغل في البقاء مع أنثى لم تعد تريده! 

كيف يريد البقاء في علاقة ستتحوّل إلى اغتصاب إن استسلمت الفتاة إلى تهديده حماية لنفسها!

وبقيت في الاستماع ونسيت الرواية. إلى أن ذهب الشاب الحمار والتافه. وحين 

خروجي لدفع الحساب مررت بجوار تلك الفتاة الوحيدة والحزينة وقلت لها: "إنتي 

جميلة جداً على فكرة، فيكي شبه من سعاد حسني". قُلت العبارة بلهجة مصرية 

أجيدها وأحبها. في حين جاوبت الفتاة بابتسامة وكأنها شعرت فجأة بأنها ليست وحيدة في هذا 

العالم التافه.