الخميس، 5 مايو 2016

وقابلت .. أماني



كي أتذكّر موعداً الليلة وأغراضاً أريد جلبها كتبت ورقة. اشتريت نوتة ، مثل كل مَرة، وسّجلت فيها ما أرغب جلبه من السوق والمواعيد التي يجب عليّ عدم نسيانها. لكن المشكلة اني نسيت النوتة والورقة المكتوبة فيها وأني اشتريت تلك النوتة من الأساس كي أسّجل نسياني. تحدّثت مع صديقتي الأغلى في الجريدة وقالت لي بدواء ينبغي جلبه لو صار النسيان إلى هذا الحد. صدّقتها ،وأنا أُصدّقها دائماً، ونزلت الصيدلية كي أجلب قاتل النسيان لكن نسيت اسمه.
زمان، في ذلك الزمان الماضي ، لصقت الأغنية على هذا النحو :" وقابلت أماني وقابلت الدنيا". وبقيت على هذا الحال عُمراً. بقيت فرحانا بها لوجود اسم "أماني" فيها. كهذا أحببت هذا المقطع الغنائي لأم كلثوم، على هذه الطريقة التي وصلت إلى أُذنيّ. "وقابلت أماني".
سأحتاج وقتاً طويلاً كي أفعل تركيزاً سمعياً لأعرف أن الست أم كلثوم تقول" وقابلت أمالي، وقابلت الدنيا". وجعتني هذه المعرفة والمعرفة تقتل. ما حاجتي لهذه المعرفة إن كانت تفعل وجعاً وقتلاً في صميم القلب وفي قلب "أماني" على وجه التحديد. ما كان نقص من أم كلثوم والشاعر الذي كتب الأغنية لو كان اخترعها "أماني" ولم يقل "آمالي"! هل كانت الكرة الأرضية ستنقص متراً واحداً! هل كانت ستحدث فيضانات! هل كانت أوجاع الناس ستنقص! 
أحمد شفيق كامل كتب لاغنية ولحنّها عبوهاب النادر الجميل، سنة 1965.
وأجمل شي تاني فيها عندما تقول الست "

وانتا معايا يصَعب عليّا رمشة عينيا ولا حتى ثانيه،
يصعب عليّا لَيغيب "جمالك" ويغيب دلالك ولو شوية"
لقد أجاد الجميع على الرغم من الخطأ الذي فعلوه حين فعلوا "آمالي" وتناسوا "أماني"، لكنهم ذكروا "جمال" في سياق الأغنية. وهذا ما يعمل على تخفيف الألم قليلاً. الألم نفسه ولا يريد أن يموت. 


هناك تعليق واحد:

تعليقات