‏إظهار الرسائل ذات التسميات حياة السينما. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حياة السينما. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 24 يناير 2017

Toni erdmann


فكرة الأبناء مخيفة. أن يكون معك أبناء. وإن كان لابد فلا بأس بإبنة. لا أحب أن يكون معي أولاداً من الذكور. البنات هن الحلويات. أخلّف بأي طريقة كانت. أأتي بفتاة صغيرة وأقوم بتطليق أمها. لأعيش وحيداً مع صغيرتي. البنات الصغيرات يجلبن الحظ والسعادة. كان هذا تفكيري على طول الخط ويشغلني على الدوام. لكن كل هذا تغيّر مع هذا الفيلم الألماني الفريد. واحد من أجمل أعمال العام الماضي وينافس بقوة في جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي ناطق بغير اللغة الانجليزية. وسينالها.
لو كنت والد البطلة،في هذا الفيلم، لقتلت عارها ورميت بلحمها في الشوارع. أرمي لحمها قطعة قطعة وأضع في كل شارع قطعة. وأستمتع بذلك. مثل هؤلاء البنات المُحتقِرات لفكرة الأب يجوز في حقهن القتل والتمثيل بجثثهن. في الوقت الذي يسعى الأب نفسه لاختراع أسباب الفرح من أجلها ويذهب لفعل كل شيء، وأي شيء في سبيل تحويل حياتها من جحيم إلى بستان ورود وبهجة. فيلم يستحق المُشاهدة ويستحق ما نال وسينال من جوائز. على الرغم من عبثية فكرة الجوائز من الأساس ومع هذه النوعية من الأفلام خصوصاً. 
لتجميل الفيلم :
 http://www.torrent9.biz/torrent/toni-erdmann-french-bluray-1080p-2017
وتحميل الترجمة :
 https://subscene.com/subtitles/toni-erdmann

الخميس، 1 ديسمبر 2016

Snowden


الخوف يعيق الحُب والشك يقتله. الخوف من عدسات مراقبة مُثبتة في كل مكان وفي نقاط لا تعرف أين وضعوها. الخوف من الكاميرا المثبتة على جهاز الحاسوب. كل لقاء حُب يبقى ناقصاً وما يتبع هذا من تلف في القلب ولا يظهر إلا مع مرور الوقت. والفتاة مُتعبة ولابد للجسد من راحة. لكن صديقها منشغل بكل ذلك الخوف ولايقدر أن يقول. وظيفته في أوسخ جهاز استخباراتي في العالم تمنعه من الافصاح عن سر انشغاله. إنهم يرصدون حتى لحظات عريهما. لعل هذا مادفع بإدوارد سنودن لفضح ذلك الجهاز الاستخباراتي ومايفعله من تنصت ورصد لآهات الناس في كل مكان بحجة الارهاب. لا إرهاب أكثر من عملية رصد لقاء حبيبين في لحظة صفاء. أن تجد حالك عارياً ومراقباً من الأخ الأكبر. يجد سنودن نفسه مضطر للاكتفاء بالقليل وهي فتاة في قلب شبابها وتريد حبيباً يعتني بها ( قامت بدورها الفاتنة شايلين وودلي وأخرج الفيلم أوليفر ستون) . تعترف بأنها تفعل لقاءات على الانترنت وليس أكثر من هذا والحق معها. أُقسم بالله أن الحق معها. ماذا تفعل لكل ذلك الليل المُحيط بها ووحيدة تبقى في مواجهته. يخبره رئيسه في العمل أن لا يذهب في شكه بعيداً مؤكداً أنها لم تضاجع صديقه. لا يفيد كل هذا لراحة باله. يذهب لفضح الاستخبارات الأميركية بكلّها. 
وهذا هو الحُب. 

الاثنين، 29 أغسطس 2016

the act of killing


عن أولئك الذين بنوا مجدهم الشخصي وثرواتهم من دماء الأبرياء وقد أتى وقت البوح والاعتراف. لا عقاب واحد يقع عليهم في الفيلم ولا مشاهد قتل حقيقية . مجرد بوح يقومون به أمام كاميرا المخرج جوشوا أوبنهايمر الذي قال عنهم " إنهم يشعرون بالفخر بما فعلوه" حين كانوا يقومون بإعادة تمثيل الأساليب التي كانوا يخترعونها وهم يقومون بقتل الشيوعيين في أندنوسيا خلال الأعوام التالية ل 1965. وفي مشهد واحد تذكّرت زعيم الإخوان المسلمين في اليمن ( يقيم الآن في تركيا بعد تركه للسعوديّة ) وهو يتوقف عن تعذيب وقتل شباب اليسار أيّام كان واحداً من جبابرة الجهاز الأمني في اليمن الشمالي. يتوقف عن تعذيبهم في اللحظة التي يؤذن فيها للصلاة. يرمي بعصاه من يده ويذهب وهو مؤمن بجلالة العمل الذي يؤديه مرضاة لوجه الله. حين سألت أحد الذين تعذبوا على يديه ( وهو اليوم محام كبير رفض إجراء حوار معي ضمن ملف الإخفاء القسري الذي كانت جريدة "النداء" تقوم به ) ، قال لي كُنّا نعرفه من هذه الحركة لأنه كان الوحيد الذي حين يدخل علينا يقومون بوضع أغطية على عيوننا كي لا نرى الفاعل. "كُنّا في ذلك الوقت نتمنى لو طال أذآن الصلاة واستمر إلى الأبد". 
اللقطة نفسها تظهر في هذا الفيلم. حين يرتفع صوت الأذان في المدينة يتوقف التعذيب مؤقتاً ليُستكمل في وقت لاحق. وهو تعذيب إجرائي لا غير حيث وقد صدر الحكم بالقتل. يحققون معهم فقط كي تقع أيديهم على أسماء شيوعية أخرى لتضاف إلى القائمة التي ضمّت نحو مليون شيوعي تمّ التخلّص منهم في سبيل حماية الدين والوطن.
من نقطة فشل الانقلاب ضد سوهارتوا والدعم الذي لقيه من أميركا ومخابراتها لتتمّ عملية استباحة دماء الشيوعيين الذي لم يسأل عنهم أحد وإلى اليوم ولم تُفتح ملّفات ما حصل. في حين ينتظر أولادهم وأحفادهم هذا وهم يريدون الانتقام لكنهم لا يستطيعون.
وطوال الفيلم نرى لأنور كونغو وهو واحد من أبرز الذين قاموا بتلك الكمّية الرهيبة من القتل ( قتل نحو ألف ضحية بيديه ) . يعيد تمثيل أفعاله ليقول في النهاية حين قام بأداء دور أحد الضحايا: كيف فعلت كل هذا!
ولا يُقدّم هذا الفيلم الذي نال جوائز عديدة وتمّ احتياره مؤخراً ضمن قائمة أفضل مائة فيلم خلال القرن الحالي، لا يُقدّم مشاهد وثائقية مطلقا بل يعتمد على قدرة أبطاله الحقيقيين في إعادة تمثيل ما قاموا به مع ضحكاتهم. لكن لا يستمر الضحك إلى النهاية حيث يقف أنور مع نفسه وهو يعاود الدخول إلى أحد المواقع التي كانت مسرحاً لعمليات قتل كثيرة، يعيد الحكاية والتفاصيل ويستمر لكنّه يتقيء في نهاية الأمر وتنزل دموع من عينيه.
يبدو الفيلم هنا وكأنه فرصة كي يتشافى القاتل من أوجاعه الأبدية. وهو يقول " استعنت بالموسيقى والرقص والكحول كي أجد طريقاً للنسيان".
ومع كل القسوة التي ظهرت في هذا العمل الجبّار إلا أن ما يلفت أكثر، للفكرة، تلك الإمكانية التي صارت متاحة لقول كل شيء ولو كان مرور الأمر دون عقاب فهذه قضايا لا تسقط بالتقادم ويبقى أن ينتظر ، نحن على وجه الخصوص، اللحظة التي سيقرر فيها كل القتلة وزعيم الإخوان على وجه الخصوص واستعادة لمشهد الآذان إياه، اللحظة التي سيقررون فيها قول كل شيء والاعتراف. هناك كثير من أهالي ضحايا يمنيين ينتظرون بفارغ صبر حلول تلك اللحظة التي ومن بعدها سيجدون فرصة للنوم بهدوء وقد اعترف القاتل بما فعلت يداه. 

الجمعة، 8 أبريل 2016

السينما أجمل من الرُز ..


فجأة تظهر الحياة أكبر من أخبار الدكتوراة الفخرية لجلالة الملك. أكبر من العدوان ومتابعة أخباره. فجأة تعيد اكتشاف حقيقة أن فيلماً واحداً جميلاً يوازي كل أثقال اليوم السابق وما حمله من بلاوي. ورُز . مع إني باحب الرُز لكن السينما أجمل من الرُز :)
وهذا فيلم يُشبه مسحوق غسيل لكن للقلوب المُتعبة التي بقت تنتظر سنة وشهرين علشان توصل الحوالة ولم تصل :( لكن أنا سعيد. على الرغم من كل ذلك. أنا سعيد. يقال أن زمن انتظار الحوالة أجمل من خبر وصول الحوالة. والطريق إلى البيت أجمل من الوصول إليه. وأنا عندي بيت وأرض صغيرة وأنا الآن يسكنني الآمان.  وجماعة الحوثي ستذهب إلى الكويت قريباً للمفاوضات. وسأخبر الزميل ، واحد من الزملاء الحوثيين أن يسألوا لي عن الحوالة في طريقهم أو لو بلغ الأمر أن يضعوا قضية الحوالة ضمن جدول أعمال المفاوضات. أنا مواطن ومن حق قضية الحوالة أن تكون ضمن جدول أعمال المفاوضات :) أن يضعوا حوالة جمال جبران في رأس القضايا التي ستتم عملية التفاوض عليها. أنا عايز أُكمل نُص ديني وهذا أمر يرضي الله ورسوله والمؤمنين وغير المؤمنين. 

الاثنين، 4 يناير 2016

فتاة دانماركية ..

" لماذا تعطيني كُل هذا الحُبّ!". يسألها الفنّان "إينار" بطل الفيلم بعد أن قرّر التحوّل إلى أُنثى أسمها "ليلي" في حين كانت هيّ الفنّانة التشكيلية قد قررت عدم اللجوء لرجل ثان كي تروي عطشها الكثير. تبقى معه حتى النهاية وتقضي حياتها إلى الأبد ترسم صورته على لوحاتها. يعيدنا الممثل إيدي ريدمن مرة أخر وبعد عام واحد من فيلمه "نظرية كل شيء" الذي نال بسببه جائزة أوسكار أفضل ممثل عن دور لشخصية العالم المُعاق أو ذو الاحتياجات الخاصة ستيفن هوكينغ، يعيدنا إيدي ريدمن لقصة وضع الزوجة في خيار الحاجة لرجل ثان بعد عجز زوجها عن أداء ما ترغبه. هناك كانت فيليستي جونز في دورها العبقري خصوصاً في لحظة قرارها الذهاب إلى الحاجة الثانية. وهنا في فيلم "فتاة دانماركية" تبدو إليسيا فيكاندير وهيّ تقاوم حتى النهاية وترفض اللجوء لأحد غيره على الرغم من تحوّله إلى أنثى. تستحق ترشيحها لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة. وستنالها. يقول لها الطبيب قبل إجراء العملية: لكِ أن تودّعيه الآن حيث لن يكون زوجك بعد اليوم. فتراه بنظرة عميقة وكأنها الأبد. هكذا يبدو الحب في "فتاة دانماركية" لتُقدّم السينما مرة أخرى صورة هذا الحُب في هيئة غير مسبوقة ستبقى طويلاً. إلى هذا كُله هناك عبقرية المُخرج البريطاني توم هوبر الذي كان قد نال أوسكار أفضل مخرج عن "خطاب الملك" وهو هنا يسحب الدور من الفاتنة نيكول كيدمان التي كان دور "فتاة دانماركية" لها بعد أن قرّر هوبر في اللحظة الأخيرة اسناد الدور إلى رجل مُعتمداً على موهبته في إقناع المُشاهد بحقيقة التحوّل الجنسي الذي هو قلب العمل وفكرته. وفي مشهد من عبقريات الفيلم يقول البطل بعد سيطرة اليأس عليه: وددت لو أنتحر لكني أخاف أن أقتل الأنثى التي تقيم في داخلي.

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

سِحر

مِن أين كانت دوريس ليسنغ تأتي بالجنون الذي تكتبه! السيّدة التي ناضلت كثيراً وسافرت وأقامت في أكثر من مكان وقلب ومرقد! حتى يوم بلوغها خبر فوزها بجائزة نوبل للأدب كان مجنوناً حيث كانت تتسوق في محل شعبي وكان ردّها: جيّد أن يفوز الواحد بجائزة نوبل وأكملت طريقها في السوق. 
وفي هذا الفيلم المُنتج قبل عام والمأخوذ عن واحدة من قصصها "أمهات رائعات" نرى لعلاقة فوق المستوى الممكن تصديقه ونجده في علاقة بين صديقتين وابنيهما. يعني كل واحدة تقيم علاقة مع إبن الأخرى. سيظهر الوضع صادماً في بداية الرحلة اليوميّة لكنّ سرعان ما يتحوّل الأمر إلى صورة مُختلفة ومدهشة لذلك الأثر الذي يفعله الحُب في قلب الواحد. لعلّ ذلك يتلخص في عبارة جاءت على لسان واحدة منهن وهي تقول للأخرى: إني أعيش فترة من أجمل لحظات حياتي. تأتي هذه العبارة بمثابة ميثاق شرف بين الاثنتين لتمضي العلاقة مُنتصرة لنفسها وللحب. ونحن خلال ذلك نشاهد كلاماً أكثر من الفعل نفسه. بمعنى وضوح عدم تركيز الفيلم في إغراق نفسه بمشاهد عارية مُبالغ فيها بقدر تركيزه على أن يأتي ذلك العُري في الكلام الدائر بينهن، حيث الكلام يفعل شهوته على نحو أكثر فعالية من الصورة.
أمَا النهاية، فالنهايات جارحة وتافهة دائماً. ولا يريد المرء غير البدايات وياليت الحُب يتوقف عندها ولا يتقدّم خطوة واحدة إلى الأمام. 

الأحد، 22 نوفمبر 2015

inside out


يشبه عملية نزع الأعشاب الضارة التي تتكاثر في حياتك فلا تكون قادراً على الحركة والتقدّم بسلام. وهم النّاس الذين يحيلون عالمك إلى جحيم مُطلق بأرواحهم السلبية التي لا ترى نوراً في أخر نفق الأيّام الصعبة. كأنهم خُلقوا من أجل إعاقة الآخرين من السير في حياتهم بآمان. ومثل هؤلاء هي الأفكار السلبية التي يسمح لها الواحد من السيطرة على حياته فلا يعود يرى شيئاً حلواً في ساعات يومه مُنشغلاً بالشكوى ولوم المحيطين والقدر والظرف والحالة وكل شيء وهو جالس في مكانه لا يفعل شيئاً غير هذا؛ الشكوى ثم الشكوى إلى ما لانهاية. ما الحلُ إذاً ! أن تتخلّص منهم بلا تردد ومنعهم الاقتراب من مساحة حياتك ولو كانوا من أكثر المُقربين منك وأكثر النّاس تأثيراً في حياتك هم من من يحدد شكل الطريق الذي تسير عليه وشكل نبضات القلب الذي تحمله والعين التي تُبصر بها. فلو كان كل هؤلاء لا يرون غير السواد فلا أمل يُرتجى ولا نجاحاً يُنتظر. 
يلجاً المريض بالسرطان لإجراء عمليات متتالية كي ينجو بحياته من الألم المتوالي ليل نهار ولن يبدو نادماً وهو يقتلع جزءًا من جسده. وهذا ما ينبغي عمله مع الناس الذي يعيقون حركتك من التقدم وفعل خطوة جديدة مُختلفة كل نهار جديد. إجعلهم بعيدين عن يومك وتفاصيله واترك مسافة فاصلة بينك وبينهم مثل تلك المسافة التي يُطلب من العربات الالتزام بها وتبعدهم عن الخطر المُحتمل من ناقلات النفط التي تسير في الشوراع العامّة. ابتعد عن الناقلة مائة متر وأكثر عن النّاس الذين لا يرون غير السواد في حياتهم ويريدونك أن ترى الحياة بعيونهم. ابتعد عنهم ولن تأسف على شيء أبداً.
هذا ما يقوله الفيلم وهكذا رأيته .