‏إظهار الرسائل ذات التسميات سكس عربي ، سكس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سكس عربي ، سكس. إظهار كافة الرسائل

السبت، 23 سبتمبر 2017

صباح الخير أيها الحزن...



هذه كانت أخر صورة للسيدة فيروز. في حفلها الأخير في بيروت. عزمتني عليه صديقتي جمانة فرحات. وحين الحفل أتى نزلت دموعي وأنا أشوف فيروز ولا خمسين ميتر يفصلني عنها وهي تضرب الدُف في سابقة لم تحصل من قبل. هي هذه الصورة. وحين قالت السيّدة " تعى ولا تجي " أنا بكيت ونزلت دموع كثيرة. وكانت جمانة تمسح دموع عيني. وما تزال. 
وفي أيام تالية ، رأيت زياد الرحباني. مُصادفة. سألته لماذا لم تكن في حفل أمك! قال لي : كنت تعبان. وكان صادقا وهو كان خارجا من صيدلية تقع أمام "مسرح المدينة". 
لكن قصة المرض أُخرى وأخرى. فيروز لم تعد تحكي مع ابنها وصارت تحت إمرة الإبنة. ريما رحباني.
أنا حزين اليوم . حزين حتى البكاء. مع هذا الألبوم الجديد للسيدة فيروز الذي صدر اليوم تحت رعاية البنت التي تمسخ تاريخ فيروز. نفسها.  
ونقطة ع أكثر من سطر. 

الأربعاء، 10 مايو 2017

قلب واسع مثل بحر بيروت



قلتُ لها: شكلك مختلف عن الصورة. قالت: الصور تكذب. هي الفتاة التي قامت بتصويري في عيد العُمال في حانة في بيروت. قالت: شعرك حلو كتير. فأجبت شكراً كثيراً لروحك. قلتُ: لماذا تربطين شعرك كعكة متل الأطفال! أتخافين من شعرك! قالت لا أبدا وفتحت ليظهر ناعماً فاحماً ومعتماً كالليل الذي كان يحيط بنا. قلت: لماذا لا تسمحين له أن يطول حتى تظهرين كالرسولة التي كتب عنها مولانا أُنسي الحاج! قالت: كان طويلاً وقصصته. لتظهر قصة أُخرى.
تسكن هذه الصديقة قرب الجامعة الامريكية وبقربها مركز لعلاج الأطفال من السرطان. حين كانت تخرج من بيتها بشعرها الطويل مثل الينابيع كان الأطفال ينظرون إليها كل صباح ويبتسمون وقد حرمهم الله من نعمة الشعر. كل صباح. ينظرون إليها ويبتسمون. ملائكة الله وهم يذهبون لتلقي جرعة علاج كيماوي جديدة. وفي يوم ما قرّرت هي الذهاب إلى المركز وقالت لهم: أتبرع بشعري لأصدقائي. طبياً عملية زرع الشعر المُصنّع لها تبعات ثقيلة عكس أن تكون الزراعة من شعر طبيعي. " نظر إليّ الموظف وهو يهمّ بقص شعري وقال: إنتي سكرانة!" فقالت لا. قرارها كان في لحظة وعي ومحبّة كاملة. وانتهى الأمر.

هي اليوم فرحانة بشعرها القصير الذي سيعود إلى طوله قريباً . وسنذهب معاً وقريباً إلى بحر بيروت.  

الأحد، 7 مايو 2017

العاشق الفرنسي الكبير



الصبورات الحنونات الجميلات الأنيقات هُنّ الكبيرات. وهذا الهبل العربي الحاصل اليوم والناقد لزوجة الرئيس الفرنسي القادم ماكرون هو نوع من الهبل الحقيقي. يحتقرونها لأنها أكبر منه ب 25 سنة. كانت استاذته في المدرسة وقرّر مُحاربة العالم للزواج منها. قرّر مقاتلة أسرته وقال لهم: هذه حبيبة قلبي ونصيبي من الدنيا ولا شأن لكم بها وبي.  وقد كان وقتها في ال 18 من عمره. كان في بداية الحياة. لكن : هل رأوها بعينيه! 
لقد قرّر محاربة الكون والعائلة من أجلها ونجح في ذلك. و يبدو أن جميع العرب من السلفيين السفلة وكل رغبتهم في الحياة الزواج من بنت صغيرة والاستمتاع بها هم أساس المشكلة. من يريد الزواج بفتاة أصغر منه في السن هو يريد اغتصابها لا الزواج بها والحب. يريد مضاجعة قطعة لحم صغيرة لا تزال في بداية حياتها ولا تعرف من الدنيا شيئاً كي تستر عنه عيوبه. لو تزوج فتاة ناضجة فسوف تكشفه وتنثر ضعفه. والأقبح من كل هؤلاء جماعة الإخوان. الواحد منهم متزوج من أربع فتيات صغيرات. وكل ليلة ينام مع واحدة وهو لا يعلم أين تقضي الثلاث الباقيات ليلتهن ومع من! إنهم يروجون للدعارة وهم يعلمون ويسكتون.

حين يفوز ماكرون الليلة برئاسة فرنسا يعني: انتصار العشّاق الكبار . 

الأربعاء، 19 أبريل 2017

بيروت ، تُفاحتي الأخيرة



قُلت سأخرج هذا الصباح كي أُنهي أشغالاً شاقة وكثيرة. وخرجت ، على الرغم من الجو الغائم والماطر الحزين. لأول مرة أخرج صباحاً منذ موت والدي جبران. على تلفوني تسير تحفة بليغ حمدي " حاول تفتكرني". يُغنيّها عبد الحليم حافظ لكن كل شيء في الأغنية مشغول بعبقرية بليغ. موسيقاه تقول كلاماً. هو الوحيد في تاريخ الموسيقى العربية الذي فعل مزيكا بتتكلم. " ومنين نجيب الصبر يا اهل الله يداوينا.. وسافر من غير وداع ". تبقى فكرة الذين يموتون ونحن بُعاد عنهم فكرة مستحيلة التصديق . لابد من موت الأحبّة أمام أعيننا كي نُصدّق موتهم وبأنه حصل. وعليه يبقى موت بابا جبران مؤجلاً إلى الأبد بما أني لم أشاهده يموت أمام عينيّ ووجدت خبر رحيله نائماً في رسالة على تلفوني. القاتل في الأمر أيضاً أن تجد خبر وفاة أقرب الناس إلى قلبك مرسلاً عبر برقية "واتس آب". بهذه البساطة صار الموت سهلاً. 
ما علينا. 
خرجت صباحاً في المشوار الأول. إلى الجامعة اليسوعية كي أفعل قراراً له أمر تغيير حياتي، على افتراض امتلاكي لحياة قادمة. على افتراض امتلاكي لحياة من الأساس. لكن في الطريق توقفت وقلت سأذهب إلى السفارة المصرية علّهم بعثوا بتأشيرة دخولي إلى القاهرة. لكن توقفت أيضاً. لازم قبل هذا أن أروح إلى الجهة الأمنية حتى أقوم بتمديد فترة إقامتي في بيروت.  لكن تراجعت مجدداً. كان الوقت قد تأخر ولن أحصل عليها في اليوم نفسه. قلت سأذهب إلى الجريدة حتى أجدّد بطاقتي الصحافية التي انتهت قبل 3 أشهر. تذكّرت بأني لا أملك صورة للبطاقة. سأتصل إذاً بالناس في الجريدة كي أطمئن لوجود الفتاة الحلوة ، كبيرة القسم الثقافي التي عليها كل أموري في الجريدة. لكن رقمي الهاتفي خربان ولابد من رقم جديد. وكنت بحاجة لنصف ساعة كي أحصل على الرقم الهاتفي بعد أن أخذوا لي صورة وخطوات شديدة الدقة. لقد تغيّر الوضع ولم يعد من السهل الحصول على رقم هاتفي. وأخذته.
قبل أن أفعل اتصالاً اكتشفت بأن بطارية هاتفي قد نفدت. فكان قرار العودة إلى البيت.
لكن وأنا أعبر المسافة الفاصلة بين جانبي الشارع المؤدي إلى حيث أسكن سمعت شجاراً بين فتاة حلوة ، ( كل الفتيات حلوات )، وشاب أرعن يبدو أنه عاكسها بطريقة قاسية. سمعتها تقول له :" يا حيوان، يا أزعر". قالتها بنبرة تملك كل حنان العالم. تمنيت وقتها بأني الشاب المشتوم. تمنيت وقتها أن أذهب إلى الفتاة وأقول لها: " لو سمحتي اشتميني بكل قوتك، لو سمحتي قولي لي ياحيوان، لو سمحتي أنا يتيم وأحتاج لقليل من حنانك ".
 يبدو ذلك الشتم حين يخرج من فم فتاة لبنانية كأنه مديح،كأنه دلال، كأنه الحب كلّه . لا لهجة في الدنيا قادرة على تحويل الشتيمة إلى كلام حلو غير اللهجة اللبنانية حين تخرج من فم أُنثى.  
والله على ما أقول شهيد.   

الثلاثاء، 24 يناير 2017

Toni erdmann


فكرة الأبناء مخيفة. أن يكون معك أبناء. وإن كان لابد فلا بأس بإبنة. لا أحب أن يكون معي أولاداً من الذكور. البنات هن الحلويات. أخلّف بأي طريقة كانت. أأتي بفتاة صغيرة وأقوم بتطليق أمها. لأعيش وحيداً مع صغيرتي. البنات الصغيرات يجلبن الحظ والسعادة. كان هذا تفكيري على طول الخط ويشغلني على الدوام. لكن كل هذا تغيّر مع هذا الفيلم الألماني الفريد. واحد من أجمل أعمال العام الماضي وينافس بقوة في جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي ناطق بغير اللغة الانجليزية. وسينالها.
لو كنت والد البطلة،في هذا الفيلم، لقتلت عارها ورميت بلحمها في الشوارع. أرمي لحمها قطعة قطعة وأضع في كل شارع قطعة. وأستمتع بذلك. مثل هؤلاء البنات المُحتقِرات لفكرة الأب يجوز في حقهن القتل والتمثيل بجثثهن. في الوقت الذي يسعى الأب نفسه لاختراع أسباب الفرح من أجلها ويذهب لفعل كل شيء، وأي شيء في سبيل تحويل حياتها من جحيم إلى بستان ورود وبهجة. فيلم يستحق المُشاهدة ويستحق ما نال وسينال من جوائز. على الرغم من عبثية فكرة الجوائز من الأساس ومع هذه النوعية من الأفلام خصوصاً. 
لتجميل الفيلم :
 http://www.torrent9.biz/torrent/toni-erdmann-french-bluray-1080p-2017
وتحميل الترجمة :
 https://subscene.com/subtitles/toni-erdmann

الأربعاء، 18 يناير 2017

في غرفة العنكبوت


مع رواية جميلة أضيع. أيّ رواية جميلة. فكيف الحال لو كانت لصديق جميل اسمه محمّد عبد النبي. لذلك أشعر بأنها لي أنا وأضيع. أحسب كأس الشاي منفضة للسجائر. أرمي رمادي تارة ، وأشرب من الكأس نفسه تارة أخرى. أتذكر بالمناسبة صديقاً في باريس دخل حديقة في ظهيرة يوم وفي حضنه 12 قزازة بيرة. وبقى يشرب ويشرب. ولا حمّامات عامّة في المكان. كانت بعيدة عنه فاستبدل القزايز الفارغة بها. حين كان يقع في الحصرة. لكن مع الوقت نسى أينها قزازة البيرة من القزايز التي بال فيها. اختلط الأمر معه، وضاع. 
و"في غرفة العنكبوت" التي نجحت الدخول في قائمة جائزة البوكر الطويلة، يضيع الواحد. مع الموضوع الصادم ، المثلية في الواجهة وكعنوان فقط ومع اللغة المُقتصدة الدقيقة المُنتجة لتؤدي المراد منها لا أكثر ولا أقل. بلا كلمة واحدة زائدة. كأنها جراحة. كل هذا أدى وظيفته بدقة عالية تجعل القارئ لايشعر بالموضوع أصلاً وبأنها فكرة جارحة في بيئة اجتماعية ترفض الأمر برمته ولم تتصالح معه بعد. تحتاج مسافات ضوئية من أجل ذلك. لكن في الحقيقة يمكن القول بأنها ليست رواية عن المثلية. بأنها عن عالم مختلف مسكوت عنه فقط، عن حالات نهدر فيها كثيراً ونحن لانعرف شيئاً عنها. الحديث بدون معرفة مهنة ليست جديدة ويشتغلها كثيرون. 
هي رواية تستحق القراءة، باختصار. القراءة هنا بوصفها علاجاً. 
 

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

بين الشرمطة والأدب ..


كنتُ أقوم بتقطيع الطماطم الحبيبة فقطعت إبهامي الأيسر وسالت دماء. لقد شردت ونصف عيني مرمية على مقطع رهيب من "الجميلات النائمات" لياسوناري كاوباتا التي نجحت في قرصنتها مؤخراً بترجمتها الفرنسية. كُنت في ذلك المقطع الرهيب الخاص بتلك السيّدة المتزوجة والمنتمية لفئة اجتماعية راقية ولها سمعة جيدة وعلاقات شتى.
كانت،كل مساء، قبل نومها تغمض عينيها وتبدأ،على أصابع يديها في عدّ الرجال الذين يروق لها قيامهم بتقبيلها، تعدّهم على أصابعها واحداً واحداً وحين لاتقدر على وصولها إلى العدد عشرة تشعر روحها وحيدة للغاية. إنها فقط عملية إحصاء والنساء لوحدهن،حين اقتراب موعد النوم، يدركن معنى الوحدة. إنها تعدُّ فقط وربما تعاود تأمل وجوه أولئك الرجال وشكل أجسادهم خلال العدّ كي تبتهج مشاعرها، مجرد اشتهاء لا أكثر وفي سريّة تامّة، في العتمة التامّة. لكن حصول الفكرة من أساسها منح بطل الرواية شعوراً بالقذارة على الرغم من كونها حكاية قد ماتت وماتت صاحبتها " كم مِن الرجال، قبل أن تموت، تخيّلت قبلاتهم لها!". هو نفسه كان يخجل من تذكّر النساء اللواتي قد نام معهن فعلاً. لم يكن يسمح باستعادة قصصهن ولو عن طريق الخيال.
كانت الدماء ماتزال تسيل من إبهامي وأنا أقرأ وأقوم بمواصلة تقطيع الطماطم وحين انتهيت أتت غادة السّمان في بالي. تلك المرأة، الكاتبة الوحيدة في العالم التي أزالت الفارق بين الأدب وبين الشرمطة. 

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

حكايات يوسف تادرس ..


الملاحظة الأولى بخصوص رواية "حكايات يوسف تادرس" لنبيل عصمت التي فازت البارحة بجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الاميركية: أن يلاقي القارئ حاله أمام أعداد هائلة من الاخفاقات الطباعية في رواية عدد أوراقها 259 صفحة فهذا أمر جلل ولا يمكن تجاوزه بسهولة. يقتل الرواية ولايتركها تمر أمام عيون القارئ بسهولة. إرهاق نفسي كثير وكبير. لم يعد مقبولاً على نحو مُطلق وجود ذلك الكّم الرهيب من الأخطاء الطباعية في أي عمل منشور وعلى وجه الخصوص لو كان في دار نشر محترمة استطاعت في وقت قصير،منذ تأسيسها، خلق حالة نشر غاية في الأهمية من حيث جودة الأفكار والأسماء التي تقوم بتقديمها للقارئ العربي.
وكنت قطعت على نفسي عهداً بعدم إكمال قراءة أيّ عمل مطبوع يحتوي على  أخطاء طباعية في صفحاته العشر الأولى فكيف الحال لو كانت غالبية الصفحات تضمّ في قلبها كمّية هائلة من السقطات الطباعية وصلت لحد إسم بطل الرواية نفسه بل واسم دار النشر في مكانين مختلفين من الكتاب. لكن أكملت القراءة بهدف معرفة وتلّمس الأسباب التي دفعت بلجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ تقديم نفسها لهذه الرواية تحديداً.
لعلّه الوجع المسيحي. قلت لنفسي مدفوعاً بانطباع أوليّ نجح في التمددّ لغاية الصفحة الأخيرة من العمل. بمعنى أن توقيت منح الجائزة مع خبر جريمة تفجير الكنيسة المصرية قد يكون مادفع اللجنة لذلك المنح. وقلّة هي الأعمال التي التفت بقوة نحو ذلك الألم المسيحي وقامت بتقديمه على نحو واضح ودون مواربة. إحساس أهل هذه الديانة بأنهم كيان مُهمل ومجروح "إعادة لسيرة الاضطهاد جيلاً بعد جيل،هذا يحزن القلب" على أمل أن ينتهي ذلك الأسى في يوم من الأيام " لكنه حتى الآن صليب يحمله جيل آخر وآخر "، ولا يبدو قرار الهجرة إلا حلاً أمام الناس حتى ينتهي كل ذلك الألم، بحسب خاتمة الرواية، ف"هذه بلاد فيها أبخرة عفنة وهو (الإبن) يريد أن يعيش في جو نظيف".
ولعلّ موضوع الرواية جاء مناسبة لاستعادة عمل مُبهر للكاتب عادل أسعد الميري " كل أحذيتي ضيّقة". كتاب مرّ عبوراً ولم يخدمه توقيت ولم تلتفت إليه جائزة.

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

انتصاب أسود ..


أعادتني هذه الرواية الجديدة لأفعال كاتب يمني جنوبي مقيم في فرنسا كتب روايتين عن إمرأة يمنية شمالية تركته بعد أن وصل بهما الأمر إلى نقطة اللاعودة بسبب فارق السن وقد وصل هو إلى حافة الستين. هكذا تم اختراع فكرة أدب الروايات الانتقامية. هي تركتني وأنا سأكتب عنها رواية وسأفضحها أمام العالم. وأبعد من هذا، فكرة انتصار أهل الجنوب على أهل الشمال عن طريق الفرِاش. يقول بأن فتيات الشمال يقعن في هوى رجال الجنوب لأنهم يمتازون بالأناقة والذوق وحُسن تعاملهم مع النساء على عكس رجال اليمن الشمالي الأجلاف والقُساة وغير المتعلّمين. بمعنى : أنتم انتصرتم علينا في لعبة السياسة وغزوتم أرض الجنوب في 1994 ونحن انتصرنا عليكم في السرير.
وأيمن الدبوسي طوال الرواية يذهب في مدح قضيبه الاستثنائي. وينتصر عن طريق ذلك القضيب المُذهل على كل أعداء الربيع التونسي. رحلة طويلة وسرد مُسهب لتلك الانتصارات التي يحرزها البطل الصامد في كل معاركه، القضيب الذي رفع رأس الثورة في وجه كل من حاول النيل منها. وهي على كل حال بطولات تافهة تم سردها في رواية تافهة قامت بتحويل الأدب إلى مجموعة من التفاهات مجتمعة بين غلافي كتاب. 

الخميس، 1 ديسمبر 2016

Snowden


الخوف يعيق الحُب والشك يقتله. الخوف من عدسات مراقبة مُثبتة في كل مكان وفي نقاط لا تعرف أين وضعوها. الخوف من الكاميرا المثبتة على جهاز الحاسوب. كل لقاء حُب يبقى ناقصاً وما يتبع هذا من تلف في القلب ولا يظهر إلا مع مرور الوقت. والفتاة مُتعبة ولابد للجسد من راحة. لكن صديقها منشغل بكل ذلك الخوف ولايقدر أن يقول. وظيفته في أوسخ جهاز استخباراتي في العالم تمنعه من الافصاح عن سر انشغاله. إنهم يرصدون حتى لحظات عريهما. لعل هذا مادفع بإدوارد سنودن لفضح ذلك الجهاز الاستخباراتي ومايفعله من تنصت ورصد لآهات الناس في كل مكان بحجة الارهاب. لا إرهاب أكثر من عملية رصد لقاء حبيبين في لحظة صفاء. أن تجد حالك عارياً ومراقباً من الأخ الأكبر. يجد سنودن نفسه مضطر للاكتفاء بالقليل وهي فتاة في قلب شبابها وتريد حبيباً يعتني بها ( قامت بدورها الفاتنة شايلين وودلي وأخرج الفيلم أوليفر ستون) . تعترف بأنها تفعل لقاءات على الانترنت وليس أكثر من هذا والحق معها. أُقسم بالله أن الحق معها. ماذا تفعل لكل ذلك الليل المُحيط بها ووحيدة تبقى في مواجهته. يخبره رئيسه في العمل أن لا يذهب في شكه بعيداً مؤكداً أنها لم تضاجع صديقه. لا يفيد كل هذا لراحة باله. يذهب لفضح الاستخبارات الأميركية بكلّها. 
وهذا هو الحُب. 

الاثنين، 29 أغسطس 2016

the act of killing


عن أولئك الذين بنوا مجدهم الشخصي وثرواتهم من دماء الأبرياء وقد أتى وقت البوح والاعتراف. لا عقاب واحد يقع عليهم في الفيلم ولا مشاهد قتل حقيقية . مجرد بوح يقومون به أمام كاميرا المخرج جوشوا أوبنهايمر الذي قال عنهم " إنهم يشعرون بالفخر بما فعلوه" حين كانوا يقومون بإعادة تمثيل الأساليب التي كانوا يخترعونها وهم يقومون بقتل الشيوعيين في أندنوسيا خلال الأعوام التالية ل 1965. وفي مشهد واحد تذكّرت زعيم الإخوان المسلمين في اليمن ( يقيم الآن في تركيا بعد تركه للسعوديّة ) وهو يتوقف عن تعذيب وقتل شباب اليسار أيّام كان واحداً من جبابرة الجهاز الأمني في اليمن الشمالي. يتوقف عن تعذيبهم في اللحظة التي يؤذن فيها للصلاة. يرمي بعصاه من يده ويذهب وهو مؤمن بجلالة العمل الذي يؤديه مرضاة لوجه الله. حين سألت أحد الذين تعذبوا على يديه ( وهو اليوم محام كبير رفض إجراء حوار معي ضمن ملف الإخفاء القسري الذي كانت جريدة "النداء" تقوم به ) ، قال لي كُنّا نعرفه من هذه الحركة لأنه كان الوحيد الذي حين يدخل علينا يقومون بوضع أغطية على عيوننا كي لا نرى الفاعل. "كُنّا في ذلك الوقت نتمنى لو طال أذآن الصلاة واستمر إلى الأبد". 
اللقطة نفسها تظهر في هذا الفيلم. حين يرتفع صوت الأذان في المدينة يتوقف التعذيب مؤقتاً ليُستكمل في وقت لاحق. وهو تعذيب إجرائي لا غير حيث وقد صدر الحكم بالقتل. يحققون معهم فقط كي تقع أيديهم على أسماء شيوعية أخرى لتضاف إلى القائمة التي ضمّت نحو مليون شيوعي تمّ التخلّص منهم في سبيل حماية الدين والوطن.
من نقطة فشل الانقلاب ضد سوهارتوا والدعم الذي لقيه من أميركا ومخابراتها لتتمّ عملية استباحة دماء الشيوعيين الذي لم يسأل عنهم أحد وإلى اليوم ولم تُفتح ملّفات ما حصل. في حين ينتظر أولادهم وأحفادهم هذا وهم يريدون الانتقام لكنهم لا يستطيعون.
وطوال الفيلم نرى لأنور كونغو وهو واحد من أبرز الذين قاموا بتلك الكمّية الرهيبة من القتل ( قتل نحو ألف ضحية بيديه ) . يعيد تمثيل أفعاله ليقول في النهاية حين قام بأداء دور أحد الضحايا: كيف فعلت كل هذا!
ولا يُقدّم هذا الفيلم الذي نال جوائز عديدة وتمّ احتياره مؤخراً ضمن قائمة أفضل مائة فيلم خلال القرن الحالي، لا يُقدّم مشاهد وثائقية مطلقا بل يعتمد على قدرة أبطاله الحقيقيين في إعادة تمثيل ما قاموا به مع ضحكاتهم. لكن لا يستمر الضحك إلى النهاية حيث يقف أنور مع نفسه وهو يعاود الدخول إلى أحد المواقع التي كانت مسرحاً لعمليات قتل كثيرة، يعيد الحكاية والتفاصيل ويستمر لكنّه يتقيء في نهاية الأمر وتنزل دموع من عينيه.
يبدو الفيلم هنا وكأنه فرصة كي يتشافى القاتل من أوجاعه الأبدية. وهو يقول " استعنت بالموسيقى والرقص والكحول كي أجد طريقاً للنسيان".
ومع كل القسوة التي ظهرت في هذا العمل الجبّار إلا أن ما يلفت أكثر، للفكرة، تلك الإمكانية التي صارت متاحة لقول كل شيء ولو كان مرور الأمر دون عقاب فهذه قضايا لا تسقط بالتقادم ويبقى أن ينتظر ، نحن على وجه الخصوص، اللحظة التي سيقرر فيها كل القتلة وزعيم الإخوان على وجه الخصوص واستعادة لمشهد الآذان إياه، اللحظة التي سيقررون فيها قول كل شيء والاعتراف. هناك كثير من أهالي ضحايا يمنيين ينتظرون بفارغ صبر حلول تلك اللحظة التي ومن بعدها سيجدون فرصة للنوم بهدوء وقد اعترف القاتل بما فعلت يداه. 

السبت، 16 يوليو 2016

في مسألة إهانة الطماطم


من أجل فهم مسألة ارتفاع نسبة الطلاق في اليمن الشقيق أرى لضرورة النظر لمسألة الطريقة التي تتعامل فيها النساء مع الطماطم. وضع هذا النوع من الخضار فوق النار وعلى الزيت على طول. هي جريمة لا يمكن غفرانها أبداً. جريمة لا تسقط بالتقادم. لكنّها هنا السرعة التي تدفع اليمنيات لإضافة الطماطم على الزيت قبل أن تطلع رائحة الطماطم نفسه وهي يقتلي على نار هادئة ووحيداً على المقلاة. قبل وضع الزيت. رائحة الطماطم لا تطلع أبداً بعد الزيت. هيّ تظهر قبل وضعها فوقه. تظهر رائحة الزيت فتطغى على كل شيء فلا يعود للطماطم من معنى للوجود. تحصل عملية انتهاك لحضرته. وهو الخضار المحترم وسيّد المائدة والمطبخ. ولا يرضى أيّ سيّد حصول إهانة في حقه. ينسحب ويعود بلا رائحة. يعود المطبخ والطبيخ بلا رائحة. ولا معنى لأي بيت بلا رائحة طبيخ طازج. هكذا يبدو بيتاً جاهزاً للهجران وترك صاحبته.  البيت الذي بلا رائحة طماطم قبل الزيت لهو بيت لا يستحق أن يُعاش فيه وتحت سقفه. والمرأة التي تقود هذا البيت تستحق الطلاق. أيّ إمرأة لا تقدر على فهم طبيعية وكرامة الطماطم تستحق الطلاق وأن تنام وحدها في سرير ضخم حتى نهاية عُمرها. وحيدة ويتيمة وبلا زوج. أو صديق.

الجمعة، 13 مايو 2016

سيبقى كل شيء ..

السيجارة التي كُنّا نشربها معاً ، ستشربينها من اليوم لوحدكِ.
ورقة القات التي كنا نتقاسمها، ستكون من اليوم لوحدكِ أنتِ.
الكأس الذي كُنّا نرتشفه معاً ، سيكون لكِ وحدكِ.
السرير الذي... سيبقى لكِ وحدكِ. 

اللقمة التي كانت تنزل من فمك وألتقطها أنا.
الحياة التي كانت لنا معًا، 

سيكون كل هذا لكِ وحدكِ.
لقد توقفت أنا عن كل شيء.
الذكريات وحدها ستبقى معي .

الخميس، 5 مايو 2016

وقابلت .. أماني



كي أتذكّر موعداً الليلة وأغراضاً أريد جلبها كتبت ورقة. اشتريت نوتة ، مثل كل مَرة، وسّجلت فيها ما أرغب جلبه من السوق والمواعيد التي يجب عليّ عدم نسيانها. لكن المشكلة اني نسيت النوتة والورقة المكتوبة فيها وأني اشتريت تلك النوتة من الأساس كي أسّجل نسياني. تحدّثت مع صديقتي الأغلى في الجريدة وقالت لي بدواء ينبغي جلبه لو صار النسيان إلى هذا الحد. صدّقتها ،وأنا أُصدّقها دائماً، ونزلت الصيدلية كي أجلب قاتل النسيان لكن نسيت اسمه.
زمان، في ذلك الزمان الماضي ، لصقت الأغنية على هذا النحو :" وقابلت أماني وقابلت الدنيا". وبقيت على هذا الحال عُمراً. بقيت فرحانا بها لوجود اسم "أماني" فيها. كهذا أحببت هذا المقطع الغنائي لأم كلثوم، على هذه الطريقة التي وصلت إلى أُذنيّ. "وقابلت أماني".
سأحتاج وقتاً طويلاً كي أفعل تركيزاً سمعياً لأعرف أن الست أم كلثوم تقول" وقابلت أمالي، وقابلت الدنيا". وجعتني هذه المعرفة والمعرفة تقتل. ما حاجتي لهذه المعرفة إن كانت تفعل وجعاً وقتلاً في صميم القلب وفي قلب "أماني" على وجه التحديد. ما كان نقص من أم كلثوم والشاعر الذي كتب الأغنية لو كان اخترعها "أماني" ولم يقل "آمالي"! هل كانت الكرة الأرضية ستنقص متراً واحداً! هل كانت ستحدث فيضانات! هل كانت أوجاع الناس ستنقص! 
أحمد شفيق كامل كتب لاغنية ولحنّها عبوهاب النادر الجميل، سنة 1965.
وأجمل شي تاني فيها عندما تقول الست "

وانتا معايا يصَعب عليّا رمشة عينيا ولا حتى ثانيه،
يصعب عليّا لَيغيب "جمالك" ويغيب دلالك ولو شوية"
لقد أجاد الجميع على الرغم من الخطأ الذي فعلوه حين فعلوا "آمالي" وتناسوا "أماني"، لكنهم ذكروا "جمال" في سياق الأغنية. وهذا ما يعمل على تخفيف الألم قليلاً. الألم نفسه ولا يريد أن يموت.