عن لوعة الحنين الى الجمهورية العربية اليمنية
(1)
يعيش الاستاذ الارشيفي ، والشاعر الهمام ، حسن اللوزي ، وزير الاعلام اليمني هذه الأيام أزهى عصوره ، وهو القديم جدا . يعيشها مستعيدا مجده الغابر أيام كان وزيرا للإعلام والثقافة ، في رحم الجمهورية العربية اليمنية . وهي الوزارة التي تلقفها ، ونام عليها طويلا ، بعد فترة وجيزة من عودته الأزهرية ، من القاهرة بعد تخرجه ( أو خروجه ) منها . لا فرق .
وذلك إثر نجاح تدجينه وإلحاقه بالمؤسسة ( الأمنية ) . إثر اكتشافهم كم أنه مؤهل وبشكل كبير لهذا المنصب الذي قرروه له ، بعد والده الذي تمرّس على هذه المهنة بشكل جيد . ( الغريب والعجيب أنه ، وفي بداياته ، كان عنصرا فاعلا في نادي الوحدة الرياضي والثقافي بصنعاء . هذا النادي الجميل الذي أدموه ودمّروه وتقاسموا أرضيته وفرقوها بين القبائل ! ) .
(2)
من ينظر هذه الايام، لوجه حسن اللوزي جيدا ، سيجد وجها صبوحا ، فرحا ، مبتهجا ، منتشيا ، كمن ملك الدنيا وما عليها . ( تابعوا معي تلك المتابعات الاخبارية التي تأتي بعد نشرة التاسعة مساء كل يوم ثلاثاء على الفضائية اليمنية . أقصد مؤتمره الصحفي الذي يتم عقده بين اللوزي ( الناطق باسم الحكومة ) وبين صحفيين تابعين لنفس هذا الناطق باسم الحكومة . هي لعبة عبثية ، أعرف ، لكنه هذا مايجري على الارض والواقع !( كما وهو من نكد الدنيا على الحر ...) . وهو المؤتمر الاسبوعي الذي تم تقريره للوزي بعد كل اجتماع حكومي لمجلس الوزراء اليمني.
(3)
يعيش الوزير الشاعر حسن اللوزي ، قلت ، هذه الأيام زمن (ج.ع.ي ) . أو أنه يعيد اجتراره واجترارها. ينهض باكرا ويذهب الى مكتبه في الوزارة ذات المبنى الجديد ، الضخم والفخم . يصل الى هناك . كأنه فرح بعودة (ج .ع . ي ) بعد طول فراق . كأن (ج . ي) . كانت تقف كحجرة على صدرة وقلبه .............
يصل مكتبه بسؤال عالق في حلقه منذ الليلة الفائتة :
" كم صحف سنوقفها اليوم ؟ " .
" كم صحفي حبسنا أمس ؟ " .
" كم محكمة استثائية سنفعلها غدا ؟ " .
وعلى هذا يعيش حسن اللوزي أيامه ولياليه . ( لمن لايعلم . كان الشاعر اللوزي أيام كان شاعرا عن جد . وأيام كان وزيرا للإعلام والثقافة في زمن ( ج. ع . ي ) . كان يحضر الى مقيل الوزارة مزنرا بالعسيب والمسدس ، وربما كانت هناك قنابل محشوة الى جواره . في هذا الجيب أو ذاك ) .
( ولمن لايعلم أيضا ، كان حسن اللوزي يطبع الكتب ضمن مشروع الألف كتاب ويقوم في اليوم التالي بمصادرة ذات الكتب التي أمر بطباعتها . حتى أنه قام في إحدى المرات بمصادرة ديوان شعري له شخصيا وكانت الوزارة ، وزارته ، قد طبعته له ! ) . يعني إن اللوزي يراقب اللوزي !
( ولمن لايعلم أيضا وأيضا ، كان الشاعر حسن اللوزي يوجه بكتابة مسرحية ما وتنفيذها على الخشبة ( مسرحية " السدّ " مثالا ) . ثم يأتي بأمر منع عرضها بعد عرض أو عرضين منها !) .
يمثلُ حسن اللوزي هنا كحالة متفردة في وسط كل هؤلاء الوزراء الذين تعاقبوا على كراسي وزارات كل تلك الحكومات المتعاقبة . حالة تقول كم أنه يقوم بتقديم أكثر مما يُطلب منه . حالة فريدة تماماً. حالة تبيع حتى الطرف . تبيع كل شيء ولا تفرق ، مادام ماتفعله ، بحسب ظنها ، خدمة للسلطان .
(4)
يقول السلطان : " أنا أشتي متر مربع واحد فقط " . ليقوم حسن اللوزي بتقديم عشرة ألاف متر مربع (ومسبّع ) . يقول السلطان : " أنا عايز تغلقوا تلك الصحيفة " . ليقوم حسن اللوزي بإغلاق عشر صحف . يقول السلطان : " أنا أشتي تأدبوا ذاك الصحفي لأنه قلّ أدبه على الجمهورية والوحدة والتيمقراطية " . ليقوم حسن اللوزي بإنشاء محكمة استثنائية متخصصة للصحفيين قائلاَ أنها منجز يضاف لمنجزات الوحدة المباركة والتعددية وحلاوة الروح الواحدة والشعب الواحد من حضرموت الى صعدة وما بينهما من سلب ونهب وفيد ، وحروب متتالية . ( هي ذاتها الوحدة التي ترقد كصخرة على روحه وحلقة وتفقده لذيذ النوم والرقاد ) .
محكمة استثنائية متخصصة وخارج القانون . محكمة تأتي على هواه مستعيدة زمن محمد خميس( الذي تربى اللوزي على يديه ) . كما و العتمي ( الذي مايزال على قيد الحياة ) ، وكل من كان على شاكلتهم . الزمن الذي مايزال ساكنا في باله . ( في بال الشاعر الوزير حسن اللوزي ، أقصد ) .
(5)
ياجماعة الخير .
حسن اللوزي لايرقد !
حسن اللوزي مهموم بالوحدة !
حسن اللوزي مهموم بالوحدة !
(6)
ومن هذا كثير ومؤسف ومخجل . أن يتحدث حسن اللوزي باسم الوحدة ومعبرا باسمها وناطقا بهمومها . وهي الوحدة التي ركنته الى الأرشيف زمنا طويلا ، إذ لم تعد له حاجة ولا محتاجة .
قالت الوحدة أن دوره القديم انتهى . لم تعد هذه الوحدة بحاجة لمن هم على شاكلة حسن الوزي . لقد أصبح حسن اللوزي ، بعد الوحدة، علبة طماطم منتهية الصلاحية . ضارة بالصحة العامة . كما وينبغي وضعه ووضعها في الحجر الصحي . هي ذاتها الوحدة التي أتت كاشفة موهبة حسن اللوزي الاستخباراتية المديدة . الوحدة التي كشفت تقاريره الاستخبارية التي كان يبعثها لمن كانوا فوقه ، من حيث المسؤلية . على من كانوا تحته .
(7)
لكنهم استعادوه ! ثانية .
وفي الليلة الظلماء يُفتقد حسن اللوزي .
نعم وفعلا .
أعترف .
Jimy34@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقات