الأحد، 18 يناير 2015

كي تخرج من الغابة


الحزن الذي بداخلها هو الذي يظهر على الشاشة وليس جسدها. بمقارنة هذه الممثلة التي تدعى ريس ويذرسبون الصغيرة حجماً بأجساد غيرها من الممثلات لن تكون شيئاً يُذكر.أمام جسد نيكول كيدمان مثلاً أو مونيكا بيولتشي. لكنّ هناك مايفوز وينتصر في مسألة المقارنة: حزن ويذرسبون الظاهر بقوة على الشاشة وفي الأداء. الحزن هنا يلعب لصالحها ويقوم بترجيح الكفة. 
هي مُرشحة عن دورها في هذا الفيلم لجائزة أوسكار أفضل ممثلة، ولو فازت فتكون ثاني جائزة لها بعد أن فازت في العام 2006 بالجائزة نفسها عن دورها في فيلم "مشي الطريق أو الخط". وللمصادفة أن يأتي فيلمها الجديد عبارة عن مشي طويل. مشي طوال الفيلم ويأتي حلاً لكوارث الحياة التي حلّت بها. مشي طويل ومشاهد مقتطعة من حياة البطلة السابقة وترغب الشفاء منها. تمشي محاولة النجاة من الخيانات التي قامت بها. تعتذر طوال سيرها من كل مافعلت محاولة نسيان موت والدتها. ( الأم في هذا الدور مرشحة لجائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة، نسيت اسمها). وعليه تسير طويلاً عندما لا يكون أحدهم في انتظارك في البيت. البيت الذي انتهى ولم يعد بيتاً بعد وفاة الأم. تسير عندما تتذكر بأنك لن تكون قادراً على النسيان. نسيان كل خانة قمت بها. في المشاهد المقتطعة من حياتها تظهر مشاهد جنس كثيرة. للمّرة الأولى تظهر ويذرسبون بجسدها كاملاً لكنّ لاننظر وقتها إلى العُري بقدر مانرى للحزن الخارج منه.
في النهايّة، نهاية الحياة عليك أن تمشي. أن تمشي فقط كي تقدر على الخروج من الغابة.  




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات