الثلاثاء، 20 يناير 2015

القَنّاص الأمريكي ..



وهذا فيلم يوجع القلب كمان وكمان. أسأل نفسي وأنا أرى لتفاصيله وأقول: كيف يقدرون على إعادة تجسيد كل هذا الألم والقتل! هيّ عبقرية السينما وعبقرية المخرج النادر العجوز كلينت استوود الذي عاد بفيلمه هذا مجدداً ليضمن به خانة جديدة في سجل الترشيح لست جوائز أوسكار منها جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثل للفنّان برادلي كوبر.
يستعيد العمل القصة الحقيقية لأشهر قنّاص أمريكي اشترك في حروب بلاده في العراق.ومع كل مشهد يستعيد السؤال نفسه: على مَن نُطلق الرصاص، ومتى! كيف نضع عقلنا في الهامش ونشتغل في سؤال المصلحة. يقول القَناص أمام طبيب نفسي: كُنت أقتل كي أحمي رفاقي من الموت. كيف يمكن للقتل أن يكون شكلاً من أشكال النجاة ولو للآخرين!هو يقتل طفلاً في بغداد مع والدته برصاصتين في وقت متزامن مع ظهور خبر طفله الأول الذي صار يتشكل في بطن زوجته المقيمة في بلاده البعيدة.يذهب لزيارتها بين فترة وأخرى ويعود مجدداً إلى بغداد لمواصلة القتل. في تلك الزيارات تلاحظ زوجته بأنه لم يعد الكائن نفسه الذي تعلّقت به. قتل وقتل .. وضمير يبحث عن راحة باله بلا جدوى.يصير القاتل قاتلاً بشكل بديهي، بردّة فعل. يحاول خنق كلب ودود يلاعب طفله فيعتقد بخطر داهم على حياته مايدفع الحاضرين للإشفاق عليه. يرونه بطلاً لكنّه لم يعد ذلك الكائن المعروف لديهم. يذهب لطبيب نفسي ليكرر ما يعتقده: لقد كُنت أقتل كي أحمي رفاقي من الموت.
في منتصف الفيلم هاجمنيّ موت فأوقفت الشريط. سؤال على شكل موت أو قتل، لا فرق. ماذا عن الأصدقاء أو الذين كُنّا نعتبرهم أصدقاء، وهم يمارسون القتل على طريقتهم! التحريض علينا ووضع حياتنا في الخطر. الذين كُنّا نكتب وندافع عنهم أيّام كانوا ملاحقين من النظام السابق وحياتهم تحت التهديد الدائم والخطف. الذين،بعد أن صاروا قوّة تحوّلوا إلى خاطفين! إلى قتلة في زيّ صحافيين وكتبة ومخبرين يعرفون جيداً عناوين بيوتنا والأماكن التي يمكن صيدنا فيها بسهولة! كيف خُدعنا فيهم!
وأيضاً .. سؤال:
 كيف ينظر هؤلاء إلى وجوه أطفالهم عندما يذهبون إلى البيت!








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات