الخطوات العالية التي تسير على وقع مرتفع للغاية
تفعل عدوانها على الشارع والذي فيه. خطوات لها صوت وكأن فرقة موسيقية تعزف
خلفها. مظاهرة حاشدة تفعلها فتاة واحدة وحيدة تسير على هيئة جماهير كثيرة
تزدحم في شارع واحد. في المسافة الفاصلة بين السوق التجاري والمقهى الذي
أذهب إليه في هذه الوقت من كل يوم. تمنيّتُ وقتها لو كُنتُ أعمى فلا أرى.
"يا ريتني أعمي أشربِك باللمس،و لا أشمّك في بيار
الأمس،قالت حتقلب جد يا مسكين،
قلتلها أستاهل حدود الموت، أنا الحرامي سارق السكين". كيف للخطوات هنا أن
تكون مُعطّرة! خطوات هلى هيئة قنينة عِطر وتنثر حولها وروداً! كيف تتحوّل
الخطوة إلى كيان كامل وعلى هيئة ضخمة للغاية وتقدر على التهام كل شيء
حولها! كأنها جيش احتلال. هل أعود إلى البيت! هل أتوقف عن الخروج ففي العُزلة نجاة من كل هذا
القهرالجميل. كرهت الطريق وكاد وقع تلك الخطوات أن يصل حتفي " ويحفر الحب
قلبي بالنار بالسكين وهاتف يهتف بي حذاري يا مسكين". لكن تراجعت قليلاً إلى
بداية الشارع الذي بدأت فيه تلك الخطوات عدوانها. قُلت لنفسي: إنا مش ناقص
عدوان إضافي،موش كفاية عدوان سعودي علينا!واختفيت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقات