الأربعاء، 18 يناير 2017

في غرفة العنكبوت


مع رواية جميلة أضيع. أيّ رواية جميلة. فكيف الحال لو كانت لصديق جميل اسمه محمّد عبد النبي. لذلك أشعر بأنها لي أنا وأضيع. أحسب كأس الشاي منفضة للسجائر. أرمي رمادي تارة ، وأشرب من الكأس نفسه تارة أخرى. أتذكر بالمناسبة صديقاً في باريس دخل حديقة في ظهيرة يوم وفي حضنه 12 قزازة بيرة. وبقى يشرب ويشرب. ولا حمّامات عامّة في المكان. كانت بعيدة عنه فاستبدل القزايز الفارغة بها. حين كان يقع في الحصرة. لكن مع الوقت نسى أينها قزازة البيرة من القزايز التي بال فيها. اختلط الأمر معه، وضاع. 
و"في غرفة العنكبوت" التي نجحت الدخول في قائمة جائزة البوكر الطويلة، يضيع الواحد. مع الموضوع الصادم ، المثلية في الواجهة وكعنوان فقط ومع اللغة المُقتصدة الدقيقة المُنتجة لتؤدي المراد منها لا أكثر ولا أقل. بلا كلمة واحدة زائدة. كأنها جراحة. كل هذا أدى وظيفته بدقة عالية تجعل القارئ لايشعر بالموضوع أصلاً وبأنها فكرة جارحة في بيئة اجتماعية ترفض الأمر برمته ولم تتصالح معه بعد. تحتاج مسافات ضوئية من أجل ذلك. لكن في الحقيقة يمكن القول بأنها ليست رواية عن المثلية. بأنها عن عالم مختلف مسكوت عنه فقط، عن حالات نهدر فيها كثيراً ونحن لانعرف شيئاً عنها. الحديث بدون معرفة مهنة ليست جديدة ويشتغلها كثيرون. 
هي رواية تستحق القراءة، باختصار. القراءة هنا بوصفها علاجاً. 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات