الأربعاء، 10 مايو 2017

قلب واسع مثل بحر بيروت



قلتُ لها: شكلك مختلف عن الصورة. قالت: الصور تكذب. هي الفتاة التي قامت بتصويري في عيد العُمال في حانة في بيروت. قالت: شعرك حلو كتير. فأجبت شكراً كثيراً لروحك. قلتُ: لماذا تربطين شعرك كعكة متل الأطفال! أتخافين من شعرك! قالت لا أبدا وفتحت ليظهر ناعماً فاحماً ومعتماً كالليل الذي كان يحيط بنا. قلت: لماذا لا تسمحين له أن يطول حتى تظهرين كالرسولة التي كتب عنها مولانا أُنسي الحاج! قالت: كان طويلاً وقصصته. لتظهر قصة أُخرى.
تسكن هذه الصديقة قرب الجامعة الامريكية وبقربها مركز لعلاج الأطفال من السرطان. حين كانت تخرج من بيتها بشعرها الطويل مثل الينابيع كان الأطفال ينظرون إليها كل صباح ويبتسمون وقد حرمهم الله من نعمة الشعر. كل صباح. ينظرون إليها ويبتسمون. ملائكة الله وهم يذهبون لتلقي جرعة علاج كيماوي جديدة. وفي يوم ما قرّرت هي الذهاب إلى المركز وقالت لهم: أتبرع بشعري لأصدقائي. طبياً عملية زرع الشعر المُصنّع لها تبعات ثقيلة عكس أن تكون الزراعة من شعر طبيعي. " نظر إليّ الموظف وهو يهمّ بقص شعري وقال: إنتي سكرانة!" فقالت لا. قرارها كان في لحظة وعي ومحبّة كاملة. وانتهى الأمر.

هي اليوم فرحانة بشعرها القصير الذي سيعود إلى طوله قريباً . وسنذهب معاً وقريباً إلى بحر بيروت.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات