‏إظهار الرسائل ذات التسميات حكايات يوسف تادرس ،. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حكايات يوسف تادرس ،. إظهار كافة الرسائل

السبت، 23 سبتمبر 2017

صباح الخير أيها الحزن...



هذه كانت أخر صورة للسيدة فيروز. في حفلها الأخير في بيروت. عزمتني عليه صديقتي جمانة فرحات. وحين الحفل أتى نزلت دموعي وأنا أشوف فيروز ولا خمسين ميتر يفصلني عنها وهي تضرب الدُف في سابقة لم تحصل من قبل. هي هذه الصورة. وحين قالت السيّدة " تعى ولا تجي " أنا بكيت ونزلت دموع كثيرة. وكانت جمانة تمسح دموع عيني. وما تزال. 
وفي أيام تالية ، رأيت زياد الرحباني. مُصادفة. سألته لماذا لم تكن في حفل أمك! قال لي : كنت تعبان. وكان صادقا وهو كان خارجا من صيدلية تقع أمام "مسرح المدينة". 
لكن قصة المرض أُخرى وأخرى. فيروز لم تعد تحكي مع ابنها وصارت تحت إمرة الإبنة. ريما رحباني.
أنا حزين اليوم . حزين حتى البكاء. مع هذا الألبوم الجديد للسيدة فيروز الذي صدر اليوم تحت رعاية البنت التي تمسخ تاريخ فيروز. نفسها.  
ونقطة ع أكثر من سطر. 

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

حكايات يوسف تادرس ..


الملاحظة الأولى بخصوص رواية "حكايات يوسف تادرس" لنبيل عصمت التي فازت البارحة بجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الاميركية: أن يلاقي القارئ حاله أمام أعداد هائلة من الاخفاقات الطباعية في رواية عدد أوراقها 259 صفحة فهذا أمر جلل ولا يمكن تجاوزه بسهولة. يقتل الرواية ولايتركها تمر أمام عيون القارئ بسهولة. إرهاق نفسي كثير وكبير. لم يعد مقبولاً على نحو مُطلق وجود ذلك الكّم الرهيب من الأخطاء الطباعية في أي عمل منشور وعلى وجه الخصوص لو كان في دار نشر محترمة استطاعت في وقت قصير،منذ تأسيسها، خلق حالة نشر غاية في الأهمية من حيث جودة الأفكار والأسماء التي تقوم بتقديمها للقارئ العربي.
وكنت قطعت على نفسي عهداً بعدم إكمال قراءة أيّ عمل مطبوع يحتوي على  أخطاء طباعية في صفحاته العشر الأولى فكيف الحال لو كانت غالبية الصفحات تضمّ في قلبها كمّية هائلة من السقطات الطباعية وصلت لحد إسم بطل الرواية نفسه بل واسم دار النشر في مكانين مختلفين من الكتاب. لكن أكملت القراءة بهدف معرفة وتلّمس الأسباب التي دفعت بلجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ تقديم نفسها لهذه الرواية تحديداً.
لعلّه الوجع المسيحي. قلت لنفسي مدفوعاً بانطباع أوليّ نجح في التمددّ لغاية الصفحة الأخيرة من العمل. بمعنى أن توقيت منح الجائزة مع خبر جريمة تفجير الكنيسة المصرية قد يكون مادفع اللجنة لذلك المنح. وقلّة هي الأعمال التي التفت بقوة نحو ذلك الألم المسيحي وقامت بتقديمه على نحو واضح ودون مواربة. إحساس أهل هذه الديانة بأنهم كيان مُهمل ومجروح "إعادة لسيرة الاضطهاد جيلاً بعد جيل،هذا يحزن القلب" على أمل أن ينتهي ذلك الأسى في يوم من الأيام " لكنه حتى الآن صليب يحمله جيل آخر وآخر "، ولا يبدو قرار الهجرة إلا حلاً أمام الناس حتى ينتهي كل ذلك الألم، بحسب خاتمة الرواية، ف"هذه بلاد فيها أبخرة عفنة وهو (الإبن) يريد أن يعيش في جو نظيف".
ولعلّ موضوع الرواية جاء مناسبة لاستعادة عمل مُبهر للكاتب عادل أسعد الميري " كل أحذيتي ضيّقة". كتاب مرّ عبوراً ولم يخدمه توقيت ولم تلتفت إليه جائزة.