الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016

حكايات يوسف تادرس ..


الملاحظة الأولى بخصوص رواية "حكايات يوسف تادرس" لنبيل عصمت التي فازت البارحة بجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الاميركية: أن يلاقي القارئ حاله أمام أعداد هائلة من الاخفاقات الطباعية في رواية عدد أوراقها 259 صفحة فهذا أمر جلل ولا يمكن تجاوزه بسهولة. يقتل الرواية ولايتركها تمر أمام عيون القارئ بسهولة. إرهاق نفسي كثير وكبير. لم يعد مقبولاً على نحو مُطلق وجود ذلك الكّم الرهيب من الأخطاء الطباعية في أي عمل منشور وعلى وجه الخصوص لو كان في دار نشر محترمة استطاعت في وقت قصير،منذ تأسيسها، خلق حالة نشر غاية في الأهمية من حيث جودة الأفكار والأسماء التي تقوم بتقديمها للقارئ العربي.
وكنت قطعت على نفسي عهداً بعدم إكمال قراءة أيّ عمل مطبوع يحتوي على  أخطاء طباعية في صفحاته العشر الأولى فكيف الحال لو كانت غالبية الصفحات تضمّ في قلبها كمّية هائلة من السقطات الطباعية وصلت لحد إسم بطل الرواية نفسه بل واسم دار النشر في مكانين مختلفين من الكتاب. لكن أكملت القراءة بهدف معرفة وتلّمس الأسباب التي دفعت بلجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ تقديم نفسها لهذه الرواية تحديداً.
لعلّه الوجع المسيحي. قلت لنفسي مدفوعاً بانطباع أوليّ نجح في التمددّ لغاية الصفحة الأخيرة من العمل. بمعنى أن توقيت منح الجائزة مع خبر جريمة تفجير الكنيسة المصرية قد يكون مادفع اللجنة لذلك المنح. وقلّة هي الأعمال التي التفت بقوة نحو ذلك الألم المسيحي وقامت بتقديمه على نحو واضح ودون مواربة. إحساس أهل هذه الديانة بأنهم كيان مُهمل ومجروح "إعادة لسيرة الاضطهاد جيلاً بعد جيل،هذا يحزن القلب" على أمل أن ينتهي ذلك الأسى في يوم من الأيام " لكنه حتى الآن صليب يحمله جيل آخر وآخر "، ولا يبدو قرار الهجرة إلا حلاً أمام الناس حتى ينتهي كل ذلك الألم، بحسب خاتمة الرواية، ف"هذه بلاد فيها أبخرة عفنة وهو (الإبن) يريد أن يعيش في جو نظيف".
ولعلّ موضوع الرواية جاء مناسبة لاستعادة عمل مُبهر للكاتب عادل أسعد الميري " كل أحذيتي ضيّقة". كتاب مرّ عبوراً ولم يخدمه توقيت ولم تلتفت إليه جائزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تعليقات