أضعُ نفسي في خزانة قلبها. وفي كل صباح. أترك شَعري على كتف زمزم. وهي تقوم بتدليله تحت سماء إثيوبيا المُبهجة.
حياة عارية بلا باب لجمال جبران
الأربعاء، 9 نوفمبر 2022
لماذا خلق الله الأمهات؟
أضعُ نفسي في خزانة قلبها. وفي كل صباح. أترك شَعري على كتف زمزم. وهي تقوم بتدليله تحت سماء إثيوبيا المُبهجة.
الأربعاء، 28 سبتمبر 2022
زمزم.. بين يديّ وحضني
وأخيرًا. ماما زمزم بين يديّ وحضني. في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المُبهجة.
كُنت فقدت الأمل بتحقق هذا الأمر أو كنت قد قتلت هذا الأمل في داخلي. من الجيّد أن يموت الأمل المستحيل في داخل الواحد لأجل أن تستمر حياته وتدور عجلة أيامه ليعيش رغم كل شيء.
· كُنت أقول، بيني وبيني، لن أشوفها مرة أُخرى وانتهى الأمر. البُعد يُعلّم القسوة. ربما.
ست أو سبع سنوات مرت على أخر لقاء بيننا. واعتدت الأمر. تماهيت مع نفسي. هي السنة الأولى تكون صعبة وقاسية وبعدها تسير السنوات لوحدها. أو هكذا اعتقدت.
لكن التقينا من جديد. أسبوع كامل لم أخرج من البيت. أقعد مع زمزم وتحكي لي ما فاتني من عذابات حياتها طوال السنوات الماضية. وأحكي لها ما فعلته بي الأيام من بعدها. تحكي وأحكي. نتقاسم وقت الحكي بالتساوي.
· أقول لها: "لقد تركتكِ وغادرت إلى بلاد ثانية وأنقذت نفسي!
وتقول: لقد أنقذتني حين نجحت أنت في إنقاذ نفسك".
تحكي وأسمع وما زلت حتى اللحظة غير مصدق أن زمزم، أخيرًا، بين يديّ وحضني.
الثلاثاء، 15 مارس 2022
فتاة فلسطينية عارية في فيلم.. رديء
ظهرت ممثلة فلسطينية عارية في فيلم فقامت الدنيا ولم تقعد. لا يجوز هذا ولا يمكن التسامح معه. كيف لفلسطين أن تظهر عارية!
نهر جارف من الشتائم نالت من مخرج الفيلم والذين اشتغلوا معه. اعتبروه إهانة للقضية الفلسطينية. لا أعرف أيّ قضية عادلة في العالم يمكن لفيلم سينمائي أن يقوم بإهانتها أو جرحها!
هو فيلم "صالون هدى"، من إخراج الفلسطيني هاني أبو أسعد. صاحب أفلام نالت انتشارًا واسعًا وترشحت للأوسكار، (فيلم "الجنّة الآن" 2005).
طبعًا سيكون من العبث الدخول في نقاش حول اللقطات العارية التي ظهرت في افتتاحية العمل. لا يمكن أن أسمح لنفسي أن أخوض نقاشًا في 2022 حول هل يجوز أو لا يجوز أن تظهر فتاة عارية في لقطة في فيلم سينمائي.
ستبقى إشكاليتي الرئيسية في مستوى الفيلم فنيًّا.
المخرج هاني أبو أسعد، في هذا الشريط، يُقدّم درسًا عمليًا في كيفية تحويل قضية عادلة إلى شيء تافه. قصة استهداف البنات الفلسطينيات وتحويلهن إلى عميلات مع الصهاينة عبر تصويرهن عاريات.
القصة مأخوذة من الواقع ولم يخترعها أبو أسعد. لم يصنعها ولم يُخرجها من جيبه السحري.
هو أخذها من الحياة. نزعها من واقع معاش وقام بتحويلها إلى نقاش عبثي حول العُري والسكس. قام بمسخ حقيقة يعيشها أهلنا في الأراضي المحتلّة وعرضها على طاولة نقاش لا معنى ولا جدوى منه. خطف قضية عادلة ونجح في التنكيل بها وبأهلها.
كما وهناك مسألة التطويل في مشهد العُري. دقائق طويلة والكاميرا تصرّ على ذلك. مخرجون أذكياء كثر كانوا يفعلون ذلك من غير الاحتياج لكل ذلك العُري الطويل، الذي بلا معنى.
لكن تبقى مصيبة أكبر في هذا العمل.
المخرج العالمي هاني أبو أسعد قرّر أن يفعل نسختين من الفيلم. نسخة تحتوي على المشهد العاري الطويل والذي تظهر فيه الممثلة الموهوبة ميساء عبد الهادي عارية تمامًا.
هكذا، يظهر المخرج هاني أبو أسعد وكأنه تاجر لا واحد بيعمل سينما. يعرف جيدًا أين يعرض بضاعته وكيف يقوم بتسويقها. للأجانب المتحضرين نسختهم العارية. ونحن أهل التخلّف لنا نسختنا غير العارية.
هل هناك مخرج في العالم، منذ بداية السينما وإلى اليوم، قام بهذا الفعل؟
هاني أبو أسعد، وحده فعلها. يتاجر بقضية بلده بهذا الشكل الرديء. الرديء.. تمامًا.
السبت، 13 يوليو 2019
الجمعة، 22 يونيو 2018
أم كلثوم في بيروت
كل هذا كي أقول : ما فعلته اللبنانية منى المذبوح حين شتمت مصر ونالت بسببه 8 سنوات سجن، لهو أمر مبالغ فيه تماماً. هي لا تعني إلا نفسها. بس 8 سنوات ، هذا حكم لم يحدث في التاريخ. هي لبنانية نعم ، لكنها ليست كل لبنان.
الأربعاء، 10 يناير 2018
نبقى أو ... نموت معاً
الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017
صوت مصر ... شادياً
السبت، 23 سبتمبر 2017
صباح الخير أيها الحزن...
هذه كانت أخر صورة للسيدة فيروز. في حفلها الأخير في بيروت. عزمتني عليه صديقتي جمانة فرحات. وحين الحفل أتى نزلت دموعي وأنا أشوف فيروز ولا خمسين ميتر يفصلني عنها وهي تضرب الدُف في سابقة لم تحصل من قبل. هي هذه الصورة. وحين قالت السيّدة " تعى ولا تجي " أنا بكيت ونزلت دموع كثيرة. وكانت جمانة تمسح دموع عيني. وما تزال.
وفي أيام تالية ، رأيت زياد الرحباني. مُصادفة. سألته لماذا لم تكن في حفل أمك! قال لي : كنت تعبان. وكان صادقا وهو كان خارجا من صيدلية تقع أمام "مسرح المدينة".
لكن قصة المرض أُخرى وأخرى. فيروز لم تعد تحكي مع ابنها وصارت تحت إمرة الإبنة. ريما رحباني.
أنا حزين اليوم . حزين حتى البكاء. مع هذا الألبوم الجديد للسيدة فيروز الذي صدر اليوم تحت رعاية البنت التي تمسخ تاريخ فيروز. نفسها.
ونقطة ع أكثر من سطر.
الأربعاء، 19 يوليو 2017
الحب المستحيل والتافه
الأحد، 14 مايو 2017
آخر أيام المدينة
يرى القلب مايريد في السينما. بعيونه. وهذه الفتاة كانت قمر الفيلم. حين تقرر اقفال الهاتف حين ترى اسم صديقها القديم وقد اتخذت قرار الهجرة وترك مصر لأهلها.
للمصادفة يكون الحبيب القديم في الشارع نفسه، أمام المقهى الذي تقعد فيه ويراها تقفل هاتفها. الفتيات القويات فقط يفعلن هذا على الرغم من منحها له قُبلة في خاتمة الفيلم وكان سفرها في اليوم التالي. هذا واحد من المشاهد القليلة التي منحت فيلم "آخر أيام المدينة" للمخرج المصري الشاب تامر السعيد شكل الفيلم الروائي. أنقذته من النوم طويلاً في لقطات طويل صامتة تدخل في سياق الفيلم الوثائقي، فيلم تسجيلي عن منطقة وسط البلد في القاهرة.
وللمفارقة وعلى الرغم من كون العمل عن العاصمة المصرية ، بدت لي المشاهد التي أتت من بيروت وبغداد أجمل ما في الفيلم.
الأربعاء، 10 مايو 2017
قلب واسع مثل بحر بيروت
الأحد، 7 مايو 2017
العاشق الفرنسي الكبير
الأربعاء، 19 أبريل 2017
بيروت ، تُفاحتي الأخيرة
قُلت سأخرج هذا الصباح كي أُنهي أشغالاً شاقة وكثيرة. وخرجت ، على الرغم من الجو الغائم والماطر الحزين. لأول مرة أخرج صباحاً منذ موت والدي جبران. على تلفوني تسير تحفة بليغ حمدي " حاول تفتكرني". يُغنيّها عبد الحليم حافظ لكن كل شيء في الأغنية مشغول بعبقرية بليغ. موسيقاه تقول كلاماً. هو الوحيد في تاريخ الموسيقى العربية الذي فعل مزيكا بتتكلم. " ومنين نجيب الصبر يا اهل الله يداوينا.. وسافر من غير وداع ". تبقى فكرة الذين يموتون ونحن بُعاد عنهم فكرة مستحيلة التصديق . لابد من موت الأحبّة أمام أعيننا كي نُصدّق موتهم وبأنه حصل. وعليه يبقى موت بابا جبران مؤجلاً إلى الأبد بما أني لم أشاهده يموت أمام عينيّ ووجدت خبر رحيله نائماً في رسالة على تلفوني. القاتل في الأمر أيضاً أن تجد خبر وفاة أقرب الناس إلى قلبك مرسلاً عبر برقية "واتس آب". بهذه البساطة صار الموت سهلاً.
ما علينا.
خرجت صباحاً في المشوار الأول. إلى الجامعة اليسوعية كي أفعل قراراً له أمر تغيير حياتي، على افتراض امتلاكي لحياة قادمة. على افتراض امتلاكي لحياة من الأساس. لكن في الطريق توقفت وقلت سأذهب إلى السفارة المصرية علّهم بعثوا بتأشيرة دخولي إلى القاهرة. لكن توقفت أيضاً. لازم قبل هذا أن أروح إلى الجهة الأمنية حتى أقوم بتمديد فترة إقامتي في بيروت. لكن تراجعت مجدداً. كان الوقت قد تأخر ولن أحصل عليها في اليوم نفسه. قلت سأذهب إلى الجريدة حتى أجدّد بطاقتي الصحافية التي انتهت قبل 3 أشهر. تذكّرت بأني لا أملك صورة للبطاقة. سأتصل إذاً بالناس في الجريدة كي أطمئن لوجود الفتاة الحلوة ، كبيرة القسم الثقافي التي عليها كل أموري في الجريدة. لكن رقمي الهاتفي خربان ولابد من رقم جديد. وكنت بحاجة لنصف ساعة كي أحصل على الرقم الهاتفي بعد أن أخذوا لي صورة وخطوات شديدة الدقة. لقد تغيّر الوضع ولم يعد من السهل الحصول على رقم هاتفي. وأخذته.
قبل أن أفعل اتصالاً اكتشفت بأن بطارية هاتفي قد نفدت. فكان قرار العودة إلى البيت.
لكن وأنا أعبر المسافة الفاصلة بين جانبي الشارع المؤدي إلى حيث أسكن سمعت شجاراً بين فتاة حلوة ، ( كل الفتيات حلوات )، وشاب أرعن يبدو أنه عاكسها بطريقة قاسية. سمعتها تقول له :" يا حيوان، يا أزعر". قالتها بنبرة تملك كل حنان العالم. تمنيت وقتها بأني الشاب المشتوم. تمنيت وقتها أن أذهب إلى الفتاة وأقول لها: " لو سمحتي اشتميني بكل قوتك، لو سمحتي قولي لي ياحيوان، لو سمحتي أنا يتيم وأحتاج لقليل من حنانك ".
يبدو ذلك الشتم حين يخرج من فم فتاة لبنانية كأنه مديح،كأنه دلال، كأنه الحب كلّه . لا لهجة في الدنيا قادرة على تحويل الشتيمة إلى كلام حلو غير اللهجة اللبنانية حين تخرج من فم أُنثى.
والله على ما أقول شهيد.
الأحد، 16 أبريل 2017
جبران لا يحقد عليّ
لم يعد لديه سوى تلك الأصابع التي صارت عينيه ويرى بها،أصابع كأنها كاميرات معلقة فوق رأسه. هو جبران، أبي الذي لم يعد يرى من وقت طويل.لا أدري متى توقفت عينه عن النظر.لم يحدث هذا الأمر بطبيعة الحال فجأة.احتاجت المسألة وقتاً من الأيّام وبشكل تدريجي حتى وصل جبران إلى تلك الدرجة من البصر،إلى العتمة النهائية.
الثلاثاء، 24 يناير 2017
Toni erdmann
فكرة الأبناء مخيفة. أن يكون معك أبناء. وإن كان لابد فلا بأس بإبنة. لا أحب أن يكون معي أولاداً من الذكور. البنات هن الحلويات. أخلّف بأي طريقة كانت. أأتي بفتاة صغيرة وأقوم بتطليق أمها. لأعيش وحيداً مع صغيرتي. البنات الصغيرات يجلبن الحظ والسعادة. كان هذا تفكيري على طول الخط ويشغلني على الدوام. لكن كل هذا تغيّر مع هذا الفيلم الألماني الفريد. واحد من أجمل أعمال العام الماضي وينافس بقوة في جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي ناطق بغير اللغة الانجليزية. وسينالها.
لو كنت والد البطلة،في هذا الفيلم، لقتلت عارها ورميت بلحمها في الشوارع. أرمي لحمها قطعة قطعة وأضع في كل شارع قطعة. وأستمتع بذلك. مثل هؤلاء البنات المُحتقِرات لفكرة الأب يجوز في حقهن القتل والتمثيل بجثثهن. في الوقت الذي يسعى الأب نفسه لاختراع أسباب الفرح من أجلها ويذهب لفعل كل شيء، وأي شيء في سبيل تحويل حياتها من جحيم إلى بستان ورود وبهجة. فيلم يستحق المُشاهدة ويستحق ما نال وسينال من جوائز. على الرغم من عبثية فكرة الجوائز من الأساس ومع هذه النوعية من الأفلام خصوصاً.
لتجميل الفيلم :
http://www.torrent9.biz/torrent/toni-erdmann-french-bluray-1080p-2017
وتحميل الترجمة :
https://subscene.com/subtitles/toni-erdmann
الاثنين، 23 يناير 2017
الأربعاء، 18 يناير 2017
في غرفة العنكبوت
مع رواية جميلة أضيع. أيّ رواية جميلة. فكيف الحال لو كانت لصديق جميل اسمه محمّد عبد النبي. لذلك أشعر بأنها لي أنا وأضيع. أحسب كأس الشاي منفضة للسجائر. أرمي رمادي تارة ، وأشرب من الكأس نفسه تارة أخرى. أتذكر بالمناسبة صديقاً في باريس دخل حديقة في ظهيرة يوم وفي حضنه 12 قزازة بيرة. وبقى يشرب ويشرب. ولا حمّامات عامّة في المكان. كانت بعيدة عنه فاستبدل القزايز الفارغة بها. حين كان يقع في الحصرة. لكن مع الوقت نسى أينها قزازة البيرة من القزايز التي بال فيها. اختلط الأمر معه، وضاع.
و"في غرفة العنكبوت" التي نجحت الدخول في قائمة جائزة البوكر الطويلة، يضيع الواحد. مع الموضوع الصادم ، المثلية في الواجهة وكعنوان فقط ومع اللغة المُقتصدة الدقيقة المُنتجة لتؤدي المراد منها لا أكثر ولا أقل. بلا كلمة واحدة زائدة. كأنها جراحة. كل هذا أدى وظيفته بدقة عالية تجعل القارئ لايشعر بالموضوع أصلاً وبأنها فكرة جارحة في بيئة اجتماعية ترفض الأمر برمته ولم تتصالح معه بعد. تحتاج مسافات ضوئية من أجل ذلك. لكن في الحقيقة يمكن القول بأنها ليست رواية عن المثلية. بأنها عن عالم مختلف مسكوت عنه فقط، عن حالات نهدر فيها كثيراً ونحن لانعرف شيئاً عنها. الحديث بدون معرفة مهنة ليست جديدة ويشتغلها كثيرون.
هي رواية تستحق القراءة، باختصار. القراءة هنا بوصفها علاجاً.
الأربعاء، 28 ديسمبر 2016
بين الشرمطة والأدب ..
كنتُ أقوم بتقطيع الطماطم الحبيبة فقطعت إبهامي الأيسر وسالت دماء. لقد شردت ونصف عيني مرمية على مقطع رهيب من "الجميلات النائمات" لياسوناري كاوباتا التي نجحت في قرصنتها مؤخراً بترجمتها الفرنسية. كُنت في ذلك المقطع الرهيب الخاص بتلك السيّدة المتزوجة والمنتمية لفئة اجتماعية راقية ولها سمعة جيدة وعلاقات شتى.
كانت،كل مساء، قبل نومها تغمض عينيها وتبدأ،على أصابع يديها في عدّ الرجال الذين يروق لها قيامهم بتقبيلها، تعدّهم على أصابعها واحداً واحداً وحين لاتقدر على وصولها إلى العدد عشرة تشعر روحها وحيدة للغاية. إنها فقط عملية إحصاء والنساء لوحدهن،حين اقتراب موعد النوم، يدركن معنى الوحدة. إنها تعدُّ فقط وربما تعاود تأمل وجوه أولئك الرجال وشكل أجسادهم خلال العدّ كي تبتهج مشاعرها، مجرد اشتهاء لا أكثر وفي سريّة تامّة، في العتمة التامّة. لكن حصول الفكرة من أساسها منح بطل الرواية شعوراً بالقذارة على الرغم من كونها حكاية قد ماتت وماتت صاحبتها " كم مِن الرجال، قبل أن تموت، تخيّلت قبلاتهم لها!". هو نفسه كان يخجل من تذكّر النساء اللواتي قد نام معهن فعلاً. لم يكن يسمح باستعادة قصصهن ولو عن طريق الخيال.
كانت الدماء ماتزال تسيل من إبهامي وأنا أقرأ وأقوم بمواصلة تقطيع الطماطم وحين انتهيت أتت غادة السّمان في بالي. تلك المرأة، الكاتبة الوحيدة في العالم التي أزالت الفارق بين الأدب وبين الشرمطة.